سلايدات

في قصر بسترس جرأة وخبرة والتزام

 كتب د. فادي عسّاف في النهار :

لفتني ما عبّر عنه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي في كلمته المقتضبة خلال حفل التسلّم والتسليم في قصر بسترس يوم الثلاثاء الفائت، وتحديداً عبارتين: إحداهما موجّهة مباشرة إلى الكوادر الإدارية في وزارته ودبلوماسييها وموظفيها، والأخرى تحدّد ركائز السياسة الخارجية للدولة، وتؤسّس لمرحلة إعادة التواصل البنّاء مع المجتمعين العربي والدولي.

 

فرسالته إلى زملائه في الوزارة، وهي المنبثقة عن خبرة طويلة في الوزارة ومعرفة دقيقة بحيثياتها، ترسم معالم نهج جديد في العمل، مبنيّ على مراجعة الكثير من إرث الماضي، حين كان تحمّل المسؤولية استثناء، والمحاسبة معطّلة، والتقدّم رهن التدخّلات قبل الأحقية والأهلية في أغلب الأحيان، فجاء تعبيره الموزون، الذي سيلهم الكثير من المعنيين: “بعرفكن واحد واحد”. وهذه العبارة، بدبلوماسيتها، تعني المحاسبة عند الخطأ والمكافأة عند الجدارة، فتعميم هذا النهج يشكّل ركيزة أساسية للإصلاح الإداري المنشود.

 

أمّا في تحديده ركائز سياسة لبنان الخارجية، التي ستبلورها حكومة الرئيس نواف سلام، وهي الأولى في عهد الرئيس جوزف عون، فقد أعلن الوزير طيّ صفحة التبعية للخارج والعودة إلى الثوابت الوطنية من أجل  “استعادة دور لبنان الطبيعي على الساحتين الإقليمية والدولية”. ولهذا العنوان الطموح ممرّ إلزامي، وهو اعتماد “سياسة خارجية لبنانية قائمة على عدم الخضوع لأيّ تأثيرات (أو ضغوط) خارجية”، والسعي الدائم لجعل “مصلحة لبنان أولوية مطلقة”. فاعتماد “مبادئ الاستقلالية والسيادة”، وهي مبادئ العهد الجديد، يشكّل حجر الزاوية لاستعادة لبنان موقعه العربي والدوليّ بعد سنوات من التهميش.

 

الجرأة والخبرة والالتزام، هي عناوين المرحلة المقبلة، ومن الضروريّ تعميمها على الجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى