سلايدات

استمرار الاحتلال وفوضوية حزب الله وتكبيل الدولة

 كتب معروف الداعوق في اللواء :
لا شك ان استمرار احتلال القوات الإسرائيلية، لبعض المواقع الاستراتيجية ضمن الاراضي اللبنانية، خلافا لاتفاق وقف النار وتنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١، بالتزامن مع تنظيم تظاهرات وقطع الطرق،ولاسيما طريق مطار رفيق الحريري الدولي من قبل حزب الله، كما حدث منذ ايام، مؤشران سلبيان، يؤثر استمرارهما على هذا النحو، على انطلاقة العهد الجديد، ومحاولات الحكومة اعادة النهوض بالدولة والمؤسسات العامة، ولو بنسب متفاوتة، باعتبارهما يتلاقيان في مكان ما على استباحة السيادة اللبنانية، وتهديد الامن والاستقرار، ومحاولات ميؤوس منها، لاعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بالرغم من تبدل موازين القوى الجديد في الداخل اللبناني والخارج الاقليمي.
بالطبع لن يتوقف مسار انطلاقة الدولة عند رفض قوات الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب الكامل من الجنوب،كما هو حاصل حاليا،لان لبنان، سيوظف كل صداقاته مع الدول الكبرى والفاعلة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية الضامنة لاتفاق وقف اطلاق النار، للقيام بالتحركات وممارسة الضغوط اللازمة، لإجبار إسرائيل على الانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية في النهاية، كما يؤكد موفدو الدول الى لبنان، باعتبار ان استمرار الاحتلال الإسرائيلي، يتناقض ايضا مع خطط الادارة الاميركية لدعم العهد والحكومة اللبنانية الجديدة، لإعادة النهوض بالدولة والحفاظ على السيادة واستقلال لبنان.
كذلك الامر، فقد اظهرت السلطة اصراراً على مواجهة كل مظاهر الفوضى، التي تسبب بها حزب الله، احتجاجا على رفض السلطات اللبنانية السماح للطائرات الايرانية بالهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، لاسباب لها علاقة بالعقوبات الدولية المفروضة على ايران، وعدم التهاون في كل الممارسات التي تهدد الامن والاستقرار والممتلكات العامة.
لا شك ان بقاء الاحتلال الإسرائيلي لفترة زمنية طويلة لبعض المواقع في الجنوب، واستمرار خرق وقف اطلاق النار، بالتعدي على المواطنين، وحتى استهداف من يدّعون، انهم من حزب الله اذا لم تنجح مساعي الدول الفاعلة في سحب الجيش الاسرائيلي من كل الاراضي اللبنانية، لن يكون وقعه مريحاً على لبنان كله، بل يؤدي إلى تسميم مسار الدولة ككل، ويترك تداعيات ضارة وخصوصا على ازالة اثار الحرب الوحشية،واعادة اعمار ماهدمته وتسببت به الحرب الإسرائيلية على الجنوب.
وقد يشكل بقاء الاحتلال الإسرائيلي، سبباً جوهرياً، وذريعة لتعطيل كل خطط تطبيق القرار الدولي رقم١٧٠١، واستمرار تمسك حزب الله بسلاحه غير الشرعي، ويسعى من خلاله لتكرار تجربة استباحة الدولة مرة جديدة، ولو تحت عناوين جديدة، وان كانت هناك عوائق وعقبات عديدة تقف في طريقه في هذه المرحلة، ولكن مثل هذه الممارسات، قدتتسبب باهتزازات سياسية وامنية ولو محدودة،في مسيرة الدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى