سلايدات

مشهدية الحضور الأحد تكشف الموالين للمشروع الإيراني..ويبقى الحريري الرقم الصعب

كتبت جوانا فرحات في المركزية:

“على الجميع التواضع والتفكير في مصلحة البلد” هذه كانت كلمات الرئيس سعد الحريري أمام الوفود قبل أن يغادر لبنان عائدا إلى مقر إقامته في الإمارات في 18 شباط الجاري. لكن ما انتظره جمهور المستقبل هو عودة الحريري إلى الساح السياسية بعدما أعلن تعليق العمل السياسي في 22 كانون الثاني 2022. وجاء الجواب من قلب الساحة “كل شي بوقتو حلو” .فهل انطفأت الشعلة في قلب الجمهور أم أن كلام سعد الحريري عن عودة تيار المستقبل إلى قلب العمل السياسي كافٍ لاستنهاض الشارع على المدى المتوسط قبل البعيد؟

رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي خلدون عريمط يقول ل”المركزية” :”المعلومات المتوافرة لدينا أن الإستنهاض الوطني للمسلمين السنّة يتنامى خاصة بعد بداية عودة الدولة ومؤسساتها للإمساك بزمام الأمور خصوصاً بعد انتخاب العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، وتشكيل الحكومة برئاسة القاضي نواف سلام وبالحد الأدنى من مواكبة هذا الإستنهاض الذي لا أقول إنه استنهاض مسلم سنّي، إنما استنهاض لبناني بجميع مكوناته. ولا شك بأن ذكرى استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهذا الحشد الشعبي الإسلامي واللبناني الذي جاء من كافة المناطق اللبنانية يؤكد ان المسلمين السنّة بدأوا يشعرون بأن نفوذ الدويلة بدأ بالإنحسار وأن الدولة بدأت خطواتها الأولى نحو الإمساك بزمام الأمور”.

يتابع القاضي عريمط ” في هذه الذكرى أكد الرئيس سعد الحريري بأنه لا زال الرقم الوطني الصعب الذي لا يمكن تجاوزه في المراحل الإنتخابية القادمة. وبهذا المعنى فإننا نعتقد أن الإستنهاض الذي رافق انتخاب الرئيس عون وتشكيل حكومة سلام وعودة سعد الحريري، إنما هو في الحقيقة استنهاض للبنان الدولة والشعب والجيش والمؤسسات. وأي استنهاض للمسلمين السنّة في لبنان هو بالمطلق استنهاض لمشروع الدولة وانكفاء مشروع الدويلة التي كانت ممسكة بمفاصل الدولة في الأعوام الماضية”.

عودة سعد الحريري أعادت البعض إلى ما يعرف بالتقوقع السياسي وأثبت حضوره الشخصي مدى تعلق جمهوره بوجوده الفعلي وليس الرمزي .وفي السياق يوضح القاضي عريمط” صحيح أن الرئيس سعد الحريري غادر لبنان إنطلاقاً من موقفه بتعليق عمله السياسي، لكنه في نفس الوقت أشار إلى ان تيار المستقبل لن يغيب عن الإستحقاقات السياسية القادمة، بمعنى أنه سيعود لمواكبة الإستحقاقات السياسية القادمة، أي المتابعة واستمرار الإستنهاض لإعادة التوازن إلى العمل السياسي في لبنان”.

وماذا عن عودة الحريري إلى تفاصيل العمل السياسي؟”لا نستطيع أن نقول بأن تيار المستقبل منفصل عن سعد الحريري لأنه رئيس هذا التيار ويشكل رمزية وطنية هامة له.لكن من خلال المعطيات المتوفرة لدينا  أن التيار سيعود ليلعب دوره الوطني. أما الرئيس الحريري فحتى الآن لم يشر لا من قريب ولا من بعيد على إيقاف تعليق عمله السياسي. أما ما تبقى من هذا الإستنهاض فهو باقٍ ومستمر بقدر ما الدولة اللبنانية تنهض وتبسط سيطرتها السياسية والعسكرية والسيادية على كافة المناطق اللبنانية بحيث أن لا سيادة على الأرض اللبنانية إلا سيادة الدولة، ولا سلاح إلا سلاح الدولة ومؤسساتها الشرعية المنبثقة من إرادة الشعب اللبناني”.

نافيا أن يكون قرار الحريري وقف تعليق عمله السياسي مرتبط بقرار سعودي يؤكد القاضي عريمط” أن المملكة العربية السعودية لا تتدخل لا في الشأن الإسلامي ولا في الشأن اللبناني. ولا تقوم بالحظر على هذه الشخصية السياسية أو تلك، لأن هذا القرار هو قرار لبناني وطني بامتياز . وما اتخذه الرئيس الحريري أو ما سيتخذه يعود لشخصه إنطلاقاً من دراسته للواقع الوطني والإقليمي الذي هو أدرى به. فالقرار قراره سواء بالمشاركة أو عدم المشاركة ويمكن توجيه هذا السؤال للرئيس  الحريري ، فلديه معطيات ووجهة نظر وهو أدرى بها، ودورنا هو الإستنتاج من خلال الأجواء المتوفرة . أما أن يمارس أو لا يمارس دوره السياسي فهذا القرار يعود إليه شخصيا”.

ويختم القاضي عريمط ردا على السؤال حول مدى تأثير وجوده شخصيا على رأس تيار المستقبل على جمهوره “لا شك أن وجود الرئيس سعد الحريري على رأس تيار المستقبل شيء، وعدم وجوده شيء آخر. لكن ما هي المعطيات التي تجمعت لدى الحريري بشأن الخطوة التي أشار إليها؟ الجواب حقيقة لدى الرئيس سعد الحريري”.

وعشية تشييع الأمينين العامين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين غداً الأحد يتبادر لدى جمهور المسلمين السنة حجم المشاركة السياسية والروحية. وتوضيحا يجيب القاضي عريمط” لا شك أن الموقف الوطني والإسلامي في لبنان من المشروع الإيراني وأذرعه في المنطقة هو موقف الرفض له ولكل أذرعه في لبنان وسوريا والعراق واليمن . ومن المتوقع أن تبقى المشاركة ضمن محور المشروع الإيراني وأذرعه. أما من هو خارجه فمن المتوقع ان لم نقل من المؤكد أن يكون خارج هذا المشهد يوم الأحد القادم.

القضية واضحة .فاللبنانيون الحريصون على قيام الدولة والمتعاونون مع الأشقاء العرب في مكان ومن هم مع المشروع الإيراني في مكان آخر. وأتوقع أن تتوضح الصورة أكثر فأكثر يوم الأحد لمعرفة من هو مع هذا المشروع الإيراني؟؟ ومن هو في المقلب الآخر منه؟؟؟

ويختم القاضي عريمط “صحيح أن المشروع الإيراني يحمل شعار مقاتلة العدو الإسرائيلي، لكن علينا أن نعلم بأننا كمسلمين وعرب ضد هذا المشروع الإسرائيلي قبل وجود المشروع الإيراني وحتى بعد وجوده، لاننا كلبنانيين ومسلمين ومسيحيين منذ وعد بلفور حتى الآن كنا ولا زلنا ضد المشروع الإسرائيلي في فلسطين. فلا يزايدن أحد علينا بمعاداته، ومعاداة كل مشروع يتناقض مع مصلحة لبنان وشعبه  ومع المصلحة العربية  في هذه البلدان العربية والاسلامية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى