
بقلم : عادل أبو هاشم
يحتفل المجتمع الدولي اليوم باليوم العالمي للمرأة ، وبهذه المناسبة نستذكر بكل فخر واعتزاز دور المرأة الفلسطينية خلال حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق شعبنا في قطاع غزة، و المرابطات الصابرات الصامدات في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل ، اللواتي ضربن أروع الأمثلة في الصمود الأسطوري والثبات والإرادة الصلبة، تربيةً وإعدادًا للأجيال ، وتمسّكًا بالحقوق والثوابت والهوية والقيم ، وتصديًا لمخططات العدو في تهجير شعبنا وطمس قضيته وتهويد مقدساته .
فهي الأمّ والزّوجة والأخت والأبنة ، الحاضنة للمقاومة، والحافظة للثغور والقيم ، والمؤازرة والمشاركة، والمضحّية والمبدعة؛ فكانت الشهيدة والجريحة والأسيرة، ولا تزال تمارس دورها المحوري في تضميد الجراح وتعزيز الصمود والرباط والمقاومة دفاعًا عن الأرض والثوابت والمقدسات .
لقد شكلت المرأة الفلسطينية في كل انحاء فلسطين ثورة حقيقية على واقع الهزيمة والجبن والضعف والتردد ، ثورة على الشعور بالنقص والدونية ، ثورة على تيار التنازلات بلا حدود ، ثورة على الزعامات التي باعت الوطن في سوق النخاسة ، ثورة على قيادات وجهت البندقية الفلسطينية الى صدور ابناء الوطن ، ثورة على التثاقل إلى الأرض على حساب الكرامة ، ثورة على زعامات تتسابق إرضاءً لأسيادها في البيت الأبيض الأمريكي و حكومة القتلة في تل أبيب على تشويه تاريخ نضال وجهاد الشعب الفلسطيني ، وإشاعة روح الانهزامية والاستسلام ، وتشجيع العدو على مواصلة عدوانه ..!!*
*هكذا هي المرأة الفلسطينية ، وهكذا عودتنا دائما أن تكون مصنعـًا للرجال .
إن شريط الذكريات توقف ليتحول إلى حقيقية حين نقف أمام التضحيات الجسام التي تقدمها المرأة الفلسطينية المؤمنة التي تتقبل استشهاد فلذة كبدها بالزغاريد ، وتحمد الله وتشكره على هذه النعمة الذي انعم عليها الله بها .
لقد أكدت المرأة الفلسطينية خلال مسيرة الجهاد الفلسطيني الممتدة على مدار أكثر من مائة عام مقولة الشهيد القائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي :
” في فلسطين نساء يعرفن صناعة الرجال ، ورجالا يعرفون صناعة الموت “.