
كتب لورا يمين في المركزية:
أكدت طهران السبت أن برنامجها الصاروخي غير قابل للتفاوض، محذرة من سعي واشنطن لاستغلال الخلافات بين الطيف السياسي في إيران. وقال المرشد الإيراني علي خامنئي إن إصرار بعض الدول “المتنمرة” على التفاوض ليس لحل المسألة بل لفرض إرادتها على الطرف المقابل. وأضاف -في لقاء مع مسؤولين إيرانيين- أن بلاده لن تقبل أبدا مطالب كبح برنامجها الصاروخي.
وتابع “الموضوع لن يقتصر على الملف النووي إنما سيطرحون ملفات وتوقعات جديدة وسترفضها إيران”. واشار المرشد الإيراني الى أن المعايير “المزدوجة” في الغرب تكشف زيف ادعاءاتهم والحضارة الغربية كشفت عن حقيقتها.
من جهته، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده قادرة على تخطي جميع المشاكل ولا يمكن لأي قوة تقييد حركة الشعب إذا كان متحدا. وأضاف بزشكيان أن الوحدة هي العامل الأساسي والمهم، ويجب أن يتضامن الإيرانيون لحل مشاكل البلاد. ولفت الى ان المسؤولين الأميركيين وبينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب “يعلقون آمالهم على خلافاتنا الداخلية لكن إن اتحدنا سنمضي قدما”.
هذه المواقف تأتي بعد اعلان ترامب أنه بعث برسالة إلى إيران يخيرها فيها بين التفاوض حول ملفها النووي ومواجهة عمل عسكري. هو اذا خيار من اثنين لا ثلاثة او اكثر، يجب أن تتخذه طهران: التفاوض او المجهول – المعلوم اي العمل العسكري الذي لوح ترامب به. حسب القيادات الايرانية، التفاوض حول صواريخ ايران، اي التفاوض بالشروط الاميركية، مرفوض. تلقائيا، هي بهذا الرفض العلني، انما تقول لواشنطن، وبصورة غير مباشرة، انها اختارت الخيار العسكري. وتقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” ان ايران تحاول بذلك، الرد على الولايات المتحدة التي ارادت حشرها، بحشرها ايضا عبر اختبار قدرتها على تنفيذ تهديدها. يمكن القول ان طهران تقامر، حيث تعتبر ان حظوظ اقدام ترامب على تطبيق وعيده ليست كبيرة.. لكن هذا السلوك الذي يدل على ان طهران لم تقرأ التحولات الأميركية والأقليمية جيدا، قد يكون انتحاريا، اذ ان ترامب جاد في كل ما يقوله. فهل يضرب ايران التي تحاول اختبار صبره، بعد ان خيّرها واختارت “الحرب”؟ ام هل تكون حسابات طهران في مكانها، بحيث يتريث ترامب ويحاول من جديد جلب ايران الى الطاولة، بالدبلوماسية وربما عبر الوساطة الروسية؟