
كتبت يولا هاشم في المركزية :
يستعد التيار الوطني الحر للاحتفال بذكرى 14 آذار حيث سيقيم عشاءه السنوي، ثم المؤتمر السنوي الوطني الذي يعقده الأحد تحت عنوان “القرار الوطني الحر”، وفيه سيعلن عن خارطة طريق عمله للمرحلة المقبلة على مستويين “الورقة السياسية وبرنامج عمله الداخلي والذي سيتحول هذا العام بكل هيئاته ولجانه الى ماكينة انتخابية تعمل للانتخابات البلدية ومن ثم النيابية.
من جهة أخرى، وبعد إصدار مجلس الوزراء الموازنة في مرسوم، في جلسته الأخيرة، من دون مناقشتها وإقرارها في مجلس النواب، طرحت تساؤلات عمّا إذا كان التيار سيطعن بها أمام المجلس الدستوري في أول ممارسة للمعارضة التي سينتهجها في المرحلة المقبلة. فما الذي يحمله “التيار” في الأيام المقبلة؟
عضو تكتل “لبنان القوي” النائب شربل مارون يؤكد لـ”المركزية” ان التيار وضع عناوين لهذه المرحلة، وسيكون له في ذكرى 14 آذار موقف ليس فقط حول الخطوات العملانية التي سيقوم بها والخطة التي سيضعها حول كيفية نظرته الى الدولة بل سيتطرق أيضًا إلى الإنجازات التي قام بها من الداخل وكيف كان يعارض كل ما يحصل من مخالفات ويضع الخطط وتتم عرقلتها”.
ويضيف: “سنكمل ونناضل حتى تتحقق كل المشاريع التي وضعناها. نحن اليوم نراقب عمل الحكومة، الحلّ الوحيد أمامها هو أن تقوم بوضع خطط واضحة في الوزارات. بعض هذه الخطط عملنا عليها، كما عملنا على طرح قوانين في مجلس النواب، لذلك المطلوب فقط وضع رؤية واضحة، لكن حتى الآن هناك كارثة وعدم وضوح في العمل.
عن الطعن في الموازنة، يرى مارون ان “هذا الموضوع يعود للتكتل، لكن الأهم ان مجلس الوزراء لم يكلف نفسه عناء درس الموازنة قبل إقرارها. نفهم ان رئيس الحكومة يريد وضع موازنة، لكن، رغم الضغط كان يجب ان تعطى مهلة للدرس في الحكومة . تمّ إقرار موازنة مضاعفة عن العام الماضي، ووصلت الضرائب إلى نحو 5 مليارات و300 مليون دولار أميركي، ووقعوا عليها كما هي من دون أي شرح أو رؤية. ألا يجدر برئيس الوزراء أن يطلّ على الرأي العام ويشرح للشعب اللبناني سبب فرض هذه الضرائب، وهل ستحسّن رواتب القطاع العام، والطبابة والامور الحياتية والعجلة الاقتصادية؟ ما الهدف من مضاعفة الضرائب دون أي مبرر. هذه حكومة جديدة والشعب يضع الآمال عليها، ونالت ثقة مجلس النواب بأكثريته. أين هم الوزراء الذين وضع الشعب اللبناني وعودًا وآمالًا عليهم؟ أين صرختهم؟ ما هي تطلعاتهم الاقتصادية؟ ما هي رؤيتهم الانتاجية لتحسين الاوضاع؟ كانوا ينتقدون ويلومون أداء حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي كانت تسيّر الأمور على مدى 3 سنوات بالتي هي أحسن، ثم وقعوا على ما اعتمده الوزراء السابقون”.
ويتابع: “ننظر الى الامور اللازمة والمؤاتية للعمل حول هذا الموضوع والأمر يعود للتكتل والتيار الوطني الحر وما سيقررانه بهذا الخصوص، لأن زيادة الضرائب بطريقة عشوائية على الشعب الذي يرزح تحت وطأة الفقر غير مقبول. إلى أين يجرون المواطنين؟ لو أعطت الحكومة مبررات لوضع موازنة كهذه لتفهمنا الامر، لكن تم الاجتماع والموافقة وإصدار الموازنة بمرسوم بشكل عادي وكأنهم لم يتركبوا أي خطأ. هناك ظلم كبير سيلحق بأكثرية الشعب اللبناني. اليوم فُرِضت ضرائب وسيكون لها انعكاساتها على الشعب وسنواجهها”.
ويختم مارون: “لن نعارض لمجرد المعارضة، بل لأننا نريد ان نرى بلدا، نعارض الامور الخطأ وليس لإسقاط أحد أو تنمرا على أحد او لكسب أي صوت سياسي او مقعد لأن في النهاية مهما حصل الانسان على مقاعد او اصوات لا يهم بل الأهم الوصول الى الهدف. لذلك، سنكون معارضة بناءة أكنا خارج أم داخل الحكومة، وسندلّ على الأخطاء ونواجه بالطرق القانونية والديمقراطية لتحفيزهم على عدم ارتكاب الاخطاء لأن في النهاية سيغادرون الحكومة لكن أخطاءهم سيتحملها الشعب من ضرائب وغيره ولا يمكن تغييرها بسهولة وتأخذ وقتا لمعالجتها. هذا عنواننا وهذا ما نعمل عليه”.