
كتبت لورا يمين في المركزية :
عقد مجلس الأمن الدولي الثلثاء جلسة مغلقة بطلب روسي – أميركي مشترك، لمناقشة الأوضاع في سوريا، كتمهيد لاجتماع علني آخر من المُنتظر عقده خلال اليومين المقبلين. وعقب الاجتماع، خرج مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، ليؤكد أن أعضاء المجلس كانوا متّحدين في موقفهم بشأن رفض استخدام العنف في سوريا. وتابع: كان المجلس متّحداً في ما ناقشناه اليوم، وتحدّث الجميع، لا أقول بصوت واحد، لكنّ الجميع أكدوا على العناصر ذاتها: عدم جواز ما حدث: القتل الجماعي والعنف.
وفي السياق، اشارت تسريبات لبعض مجريات الاجتماع، الى أن ما جرى في الساحل السوري ليس صراعاً عسكرياً، وإنما انتهاك يجب على السلطات لجمه، كما جرى الحديث عن خطورة المقاتلين الأجانب على سوريا وجوارها، وضرورة إخراجهم. وبينما عبّرت فرنسا عن قلقها، رأت اليونان أن ما جرى أنهى التفاؤل الذي كان سائداً قبل أسبوع.
اللافت، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، هو ان الجلسة حصلت بتوافق أميركي- روسي. هذا التوافق بات عملة نادرة وقل أن رأيناه، او لم نره مطلقا، في السنوات الماضية، حيث ان القوتين كانتا تقفان دائما على طرفي نقيض في مقاربة كل القضايا الدولية الكبرى.
لكن وفق المصادر، هذا الواقع تبدل مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض، حيث يبدو يعمل على فتح صفحة تعاون وشراكة مع الكرملين. هذا التعاون لمسناه في ملف الأزمة الروسية الأوكرانية، قبل أن ينسحب على الملف النووي الايراني، حيث بدأت روسيا تنخرط في وساطة بين طهران وواشنطن. اما آخر تجليات الشراكة، فيبدو ستكون سوريا مسرحا له. ووفق المصادر، هذا التقارب يسهل الوصول الى تفاهمات وتسويات خاصة لواقع الشرق الاوسط الملتهب. وترامب يعرف جيدا ان وضع فلاديمير بوتين الى جانبه، وتقاسم بعض النفوذ معه، أفضل من وضعه خلفه وتجاوزه فيكون رد فعل موسكو، تعقيد الحلول ووضع العصي في دواليب الإدارة الأميركية الجديدة.
كل المؤشرات تدل اذا على ان المنطقة ذاهبة نحو حقبة جديدة، بتوافق اميركي – روسي، تختم المصادر.