سلايدات

عملية “العزة والسيف”.. ما الهدف من فتح جبهة غزة مجددًا؟

كتبت يولا هاشم في المركزية:

عاد الجيش الإسرائيلي ليلا للهجوم المكثف على غزة بهدف تدمير حماس، وإعادة جميع المختطفين، وإزالة التهديد الذي يشكله قطاع غزة تجاه مواطني إسرائيل، وبالتالي استعادة الأمن لسكان غلاف غزة وكل مواطني إسرائيل على المدى الطويل، وأطلق الجيش الإسرائيلي على العملية اسم العزة والسيف.

وكشف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن “استئناف القتال في قطاع غزة جاء بناء على خطط تم تحضيرها منذ تولي رئيس الأركان الجديد إيال زامير منصبه”، مضيفًا: “مصممون أكثر من أي وقت مضى على إكمال المهمة وتدمير حماس”.

من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ان أبواب الجحيم سوف تُفتح في غزة، إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن، وسيواجه مقاتلو حماس قوات لم يعرفوها من قبل”، كما شدد على أن الغارات لن تتوقف ما لم يعد جميع الأسرى وتحقق الحرب جميع أهدافها. فهل يسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لتغطية مشاكله الداخلية عبر فتح جبهة غزة مجددًا؟

العميد المتقاعد ناجي ملاعب يقول لـ”المركزية”: “في الماضي كنت استغرب عندما يتحدث المحللون عن جرّ البعض البلاد إلى حروب لأمور شخصية، كالتحدث مثلًا عن هروب نتنياهو كي يبقى في السلطة ولا يحاكم. لكن ما حصل اليوم في غزة، يبدو ان جزءا منه صحيح”، مشيرًا إلى ان “الخسائر قدّرت حتى الآن في الاقتصاد الاسرائيلي بـ32 مليار دولار، نتيجة هذه الحرب، وخلّفت 15 ألف قتيل من الجيش الاسرائيلي، وبالتالي هذه الحرب ليست سهلة على اسرائيل وما زالت أمورها مسدودة الأفق، ولم تتمكن من حماية نفسها من دون التدخل الكبير من قبل كل دول الغرب، ليس فقط الولايات المتحدة الاميركية، بل أيضًا ألمانيا التي ساهمت بشكل كبير في دعمها بالأسلحة والذخائر”.

ويؤكد ملاعب ان “نتنياهو يواجه مشكلة كبيرة في الداخل الاسرائيلي، لديه إقالات واستقالات عديدة، لكن إقالة رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار شكّلت له أزمة، لأنه عندما كان يُقدِم على إقالة بار كان يُشعِل جبهة جديدة. ويجري الحديث عن انقسام مجتمعي كبير في اسرائيل نتيجة هذا القرار. لكن سبق لنتنياهو ان أقال قبله رئيس الأركان هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت، يضاف إلى ذلك، استقالة قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي يارون فينكلمان”.

ويعرب ملاعب عن اعتقاده بأن “الهروب الى الامام استراتيجية تتبعها الحكومة كاملة كما رئيسها، لأن القرار العسكري في اسرائيل بيد الحكومة مجتمعة وبيد رئيسها. لذلك، القرار العسكري اليوم بيده، خاصة بعد ان تخلص من هاليفي الذي طالبه في الماضي بإنهاء الحرب لأن “العسكر منهك ولم يعد بإمكاننا الاستمرار”. كما أنه أقال بني غانتس وغادي آيزنكوت اللذين كانا عضوين في المجلس الحربي “الكابينت”، اللذين وجّها له، بعد ثاني جولة في غزة، إنذارًا أخيرًا انه في حال لم يتخذ قرارًا خلال شهر بترك غزة فإن الجيش سيصبح منهكًا. وبعد شهر، تركا منصبيهما. لذلك، العامل في الداخل الاسرائيلي مهم جدا وكان سببًا في إعادة توتير الاوضاع، لكن نتنياهو استفاد أيضًا من العامل الاميركي، حيث ان ما كان يحجبه الرئيس الاميركي السابق جو بايدن من أسلحة ثقيلة تدميرية لاسرائيل، وافق الرئيس الحالي دونالد ترامب عليها وأفرج عنها علنًا، كقذائف الألفي رطل وكل ما يلزم لاسرائيل من سلاح كان محظورا عليها، وزاد عليها مساعدات بقيمة 3 مليار دولار. لذلك، فإن الهروب اليوم باتجاه المزيد من التوتر أنقذه من الوضع الداخلي، أولًا من الاحتجاجات في الداخل، وثانيًا استفاد من الدعم الاميركي وكذلك من ضعف العرب في تعاطيهم مع القضية”.

ويردف: للمفارقة ان 80 ألف جندي لدى منظمة التحرير الفلسطينية يتقاضون رواتب، اي ان كل 56 مواطنًا فلسطينيًا لديه جندي. تقول المقولة العالمية منذ زمن الاتراك والرومان ، أن الامن يحتاج الى 7 بالألف اي ان كل ألف مواطن يحتاج الى 7 عناصر أمن. فلنتصور حجم الفساد”.

ويؤكد ملاعب ان “نتنياهو استفاد من أمور عدّة، أهمها الترهل العربي والقبول بعدم نجاح المقاومة. صحيح أن الأميركي لم يعد يتحدث عن تهجير غزة لكن عندما رأى كمّ الخنوع العربي بدأ الحديث عن المناطق الجديدة في سوريا، وقد احتل نتنياهو أكثر من مساحة غزة في سوريا. كما ان التدمير في جنوب لبنان يدلّ على ان لا مانع ان يكون جنوب لبنان أيضا منطقة مخيمات جديدة لاستيعاب أهالي غزة. وهذا الأمر لا يزعج مصر أبدًا التي تقول بأن تهجير أهل غزة الى مصر خط أحمر بسبب الامن القومي المصري، أي أنه يعنيها فقط الامن القومي المصري. لكن سوريا اليوم من دون جيش وهناك إدارة جديدة ونشهد هروبًا للعرب منها ما يفسح المجال للتركي والاسرائيلي، هذا الامر سينعكس على جنوب لبنان وعلى المنطقة الجديدة في سوريا. كلام خطير، لكن يبدو ان الاستفادة من هذه الامور الثلاثة: الخنوع العربي والحالة الاسرائيلية الداخلية والدعم الاميركي، تشجع نتنياهو ان يهرب أكثر الى الامام”.

ويختم: “ما حصل في غزة غير بعيد عما يحصل في اليمن وعن تحميل طهران مسؤولية رد الحوثيين باستهداف السفن الاميركية، بالإضافة الى تحرك أساطيل أميركية مؤلفة من ثلاث حاملات طائرات أميركية مع 1750 جنديا من “المارينز” الى المنطقة، ويبدو يوظف كل ذلك في تغيير الشرق الاوسط قبل زيارة الرئيس ترامب الى السعودية، أي وضع حالة جديدة يُفاوَض عليها في المملكة العربية السعودية تحت النار. هل هذه الحالة تصل الى شطب غزة؟ هنا السؤال”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى