
كتب يوسف فارس في المركزية:
لا يشي مسار الأوضاع ببلوغ لبنان الأمان ومرحلة من الاستقرار والنهوض عما قريب، خصوصا اذا ما استمرت الولايات المتحدة الأميركية في الضغط عليه سياسيا وماليا، وإسرائيل في استباحة سيادته وأرضه عسكريا لإرغامه على نزع سلاح حزب الله بالقوة والتطبيع معها او اقله رفع التمثيل من عسكري الى دبلوماسي في اللجان الثلاث المختصة باستكمال انسحابها وترسيم الحدود واستعادة الاسرى . هذه المشهدية لا تقتصر على لبنان وحده بل ان المنطقة برمتها على فوهة بركان حقيقي من اليمن الى العراق وايران. والاحتمالات مفتوحة على كل السيناريوهات بما فيها الضربة العسكرية الكبرى على غزة وسوريا وصولا الى لبنان. وفي المعلومات ان واشنطن أبلغت الرئيس السوري قراراها ” التطبيع ام التفتيت والتقسيم ولا طريق اخر وعليك ان تختار ” وهذا السيناريو يسري على لبنان والا سيكون هناك شريط اسرائيلي يشمل جنوب سوريا ولبنان عبر منطقة عازلة تمتد من حاصبيا حتى الزرقاء في الأردن والعمل بدأ في تنفيذه عبر عمليات تهجير واسعة ومنع عودة الأهالي من مذاهب محددة . وان إسرائيل هيأت الأرض طائفيا جنوب سوريا كما رسمت الخطوط الحمراء . ومنعت تمركز الميليشيات الموالية لتركيا في ارياف حمص وتقوم ببناء ميليشيا للسيطرة على المنطقة وعينت ضابطا رفيعا من أصول درزية للاشراف عليها .
النائب الياس جرادي يقول لـ “المركزية” : منذ مدة وقبل اندلاع طوفان الأقصى والمنطقة برمتها هي بمثابة حقل تجارب أميركي – إسرائيلي لفرض التطبيع ،كما كان الحال على المستوى الخليجي او ما جرى لاحقا ولا يزال مستمرا في غزة واليمن والعراق وسوريا وحتى في لبنان، ويرمي الى إعادة رسم الخرائط في كل هذه الدول المذكورة انطلاقا من التطلعات والمعتقدات اليهودية بإقامة إسرائيل الكبرى والتأييد الأميركي لذلك، على ما قاله الرئيس دونالد ترامب أخيرا من ان مساحة إسرائيل ضيقة وهي لا تتسع للفلسطينيين المفترض إيجاد دول أخرى لاستقبالهم . والملاحظ أيضا ان ومن خلال القرارات السياسية والتجارية التي يتخذها ترامب يعود عنها لاحقا مثل ضم المكسيك وشراء غرينلد والرسوم الجمركية وغيرها ان العالم بأسره بات مختبرا اميركيا . لذا على الدول الصغيرة ومنها لبنان الذي عملت إسرائيل على خلق منطقة حدودية عازلة في الجنوب بعدما عمدت الى تجريف القرى ولا تزال تحول دون عودة اهاليها أليها، ان يجهد بشتى الوسائل والطرق لتحصين نفسه داخليا بتعزيز وحدته الوطنية لمواجهة مخططات إسرائيل الجغرافية والسياسية الرامية الى اقتطاع قسم من أراضيه وفرض اتفاق جديد عليه بديل للقرار 1701 الذي تنصلت منه تل ابيب منذ البداية .
ويختم لافتا الى ان الوقائع على الأرض من غزة الى لبنان فسوريا والعراق واليمن وغيره، تشير الى ان ثمة مخططا يطال حدود وجغرافية كل هذه المنطقة .