سلايدات

اعتراف فرنسا بفلسطين لفرض سياسة توازن القوة …تحذيرات إسرائيل لزوم التحذير المتبادل

كتبت جوانا فرحات في المركزية :

أمس الأول فجَّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قنبلة في وجه إسرائيل إذ أعلن أنه “قد يعترف بدولة فلسطين في حزيران المقبل لمناسبة انعقاد مؤتمر حول فلسطين في نيويورك”.  وبشطب تلك الـ”قد” يكون اعتراف فرنسا بدولة فلسطين هو الرابع بعد اعتراف كل من إيرلندا والنروج وإسبانيا في أيار 2024.

الهدف من الإعتراف الذي لوّح به ماكرون عام 2024 هو ”  مشاركة المملكة العربية السعودية بترؤس المؤتمر، اعتقادا منه أن هذا ” الأمر سيكون صحيحاً في لحظة ما، لأنني أريد أن أشارك في دينامية جماعية، تتيح كذلك لجميع من يدافعون عن فلسطين الاعتراف بدورهم بإسرائيل، الأمر الذي لم يقم به العديد منهم. وهذا ما سيتيح أن نكون واضحين للنضال ضد من ينكرون حق إسرائيل في الوجود، وأن نمضي نحو أمن مشترك في المنطقة. وهذا الأمر ينطبق على إيران”.

حتى اللحظة لا يزال الإعلان عن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين قائما على الأرجحية، إلا أنه من دون شك أحدث صدمة راوحت بين الإيجابية على خط فلسطين حيث اعتبرت وزيرة الشؤون الخارجية فارسين أغابكيان شاهين ” إن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح بما يتماشى مع حماية حقوق الشعب الفلسطيني وحل الدولتين”.

أما الصدمة السلبية فترجمها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي كتب عبر صفحته على منصة إكس ” أن اعترافاً أحادياً بدولةٍ فلسطينية وهمية من جانب أي دولة، ضمن الواقع الذي نعرفه جميعاً، سيكون مكافأة للإرهاب وتعزيزاً لحماس. وهذا النوع من الأفعال لن يجلب السلام والأمن والاستقرار إلى منطقتنا”.

“ما صرح به ماكرون في العلن عن أهداف الخطوة يدخل في سياق مواقف فرنسا من استراتيجية سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الموالية لإسرائيل” يقول المحلل الجيوسياسي جورج أبو صعب، مشيراً إلى مساعي كل من فرنسا ودول الإتحاد الأوروبي والسعودية لخلق نوع من التوازن فيما خص القضية الفلسطينية”. وفي ما يتصل بالغضب الإسرائيلي الذي عبر عنه وزير خارجية إسرائيل فهو يندرج في إطار التحذير المتبادل بين الدول والتأكيد على عدم الخضوع لأية ضغوطات”.

عام 2024، قال ماكرون إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس “محرماً” بالنسبة إلى فرنسا. ويبدو أنه يتجه في مؤتمر نيويورك الذي سيعقد في حزيران المقبل حول حل الدولتين، إلى التحوّل من المحرّمات إلى الأمر الواقع، عبر الإعتراف بدولة فلسطين.

لكن تبقى الأمور مرجحة بقوله “قد يعترف”،لكن في السياسة ” فإن عبارة “قد” هي لتأكيد فرنسا على قدرتها بخلق توازن القوة في وجه تحالف ترامب ونتنياهو. ولن يكون هناك أي تأثير لهذه المواقف على الملف الفلسطيني باستثناء ممارسة نوع من الضغط والتشويش على حلف الولايات المتحدة وإسرائيل. وبالتالي تبقى في إطار العملية السياسية الديبلوماسية من دون أن تحرك ساكنا في حقيقة الأمور”.

ويختم أبو صعب بالتأكيد على أن الولايات المتحدة تحاول بشتى الوسائل ألا تخسر الرضى السعودي ولا تضغط بالتوازي على إسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتانياهو وبين هاتين المنزلتين تحرك سياستها”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى