سلايدات

نتنياهو يترنّح.. هل يصمد أمام التحديات؟

كتبت يولا الهاشم في المركزية:

تتواصل ارتدادات الحرب الإسرائيلية في غزة على الداخل الإسرائيلي، وبلغ الانقسام مستوى غير مسبوق، وبرزت تحركات تُنذر بتداعيات مؤلمة وقاسية، وآخرها توقيع أكثر من 250 عضواً سابقاً في الموساد على عريضة تطالب بإبرام اتفاق سريع لاستعادة الأسرى، حتى لو كان ثمن ذلك إنهاء الحرب، وانضموا إلى الدعوات التي أطلقها  نحو 1000 من الطيارين والعاملين في سلاح الجو الإسرائيلي. وتبع ذلك مطالبة مئات الجنود من قوات الاحتياط من سلاح المدرعات وسلاح البحرية والأطباء، إضافة إلى وحدة 8200 الاستخبارية،  بوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى. ما دفع برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الدعوة لإجراء مشاورات أمنية مساء اليوم. فهل يصمد نتنياهو أمام التحديات؟

العميد المتقاعد ناجي ملاعب يؤكد لـ”المركزية” ان “الحرب، وفق الاستراتيجيات، هي ممارسة السياسة بوسائل أخرى، لكن عندما يُسَدّ الأفق لدى أحد الفريقين، يلجأ الى السلاح. لكن مع نتنياهو وحكومته اليمينية نجد ان الاستراتيجية أصبحت معكوسة، وانه يعتبر ان الحروب تفتح الطريق للسياسة، ويؤمن بأن الحروب تحقق السياسات، وبالتالي يعتمد على عدم وقف الحرب”.

ويشير ملاعب الى ان كل ما يطلبه الفلسطينيون هو التعهد بالانسحاب ووقف الحرب، لكن عودة اسرائيل الى ما قبل 7 تشرين الاول، لا يعني أنه لم يعد بيدها شنّ حروب كما في لبنان حاليا مثلا، عندما تشعر بخطر ما. لكن حتى هذا المطلب لا توافق عليه. نتنياهو، أمام هذه الضجة الكبيرة التي تحصل في الداخل الاسرائيلي، يقنع شعبه بأنه حقق إنجازات لم يحققها أحد في إسرائيل على مدى قيام هذه الدولة، وأنشأ ما يسميه المنطقة الآمنة حول اسرائيل سواء في لبنان وتمسّكه في المرتفعات الخمس – حتى الآن – وسواء في سوريا عندما اجتاح المناطق الحدودية وسيطر على 200 كلم مربع”.

ويعتبر ملاعب ان “ما نراه من تململ في الجيش ليس جديدا. عندما شكل نتنياهو الكابينت الحربي الاسرائيلي في المرحلة الاولى من عدوانه على غزة، أعلن رئيس الاركان السابق غادي آيزنكوت ووزير الدفاع بيني غانتس، عند البدء في المرحلة الثانية، عن اعتراضهما على طريقة استخدام الجيش والوضع الصعب والخسائر وعدم احتساب اليوم التالي، وهددا بالاستقالة في حال لم يحدد لهما خلال شهر خطط اليوم التالي، وهذا ما حصل فعلا.
ورأينا ما حصل مع الوزير يوآف غالانت عندما بدأ يفتح خطوطا سلمية مع الاميركيين، كذلك أقيل من منصبه. ومثله رئيس الاركان هرتسي هاليفي، الذي في المرحلة الثانية لعدوانه على لبنان قال بعد نحو عشرين يوما: حققت اسرائيل أهدافها، أبعدنا العدو الى مسافة أبعد من 6 كلم يعني أصبحنا نستطيع ان نؤمن عودة المستوطنين لأن الصواريخ المباشرة انتهت والمراقبة أصبحت فعالة على الجهتين. لكنه أُلزِم على متابعة القتال. الا انه خلال 46 يوما لم يحقق ما كان يقتضي تحقيقه، اي إقامة منطقة عازلة على طول الـ6 كلم. واحتلال المرتفعات الخمس تمّ بعد وقف إطلاق النار، لذلك أقيل هاليفي ولأنه حاول ان يقول أن الجيش يمكنه التحمل الى حدّ معين”.

ويتابع: “اليوم هناك وجهان لما يجري في اسرائيل، إما ان الامور بدأت تتفاقم عندما بدأ الكلام عن إقالة رئيس الشاباك وتحميله مسؤوليات وهذا ما عُدَّ من العسكر هروبا سياسيا من المسؤولية ووضع المسؤولية كاملة بيد العسكر. أما الاحتمال الثاني وهو برأي أفضل، ان هناك استراتيجيتين في المنطقة: اسرائيلية واميركية. الاسرائيلي يرغب في إزالة النووي الايراني كاملا وتدميره مستفيدا من الضغط الاميركي والاساطيل الاميركية. لكن لا ننسى ان هناك 12 ألف رجل يعملون في القطاع النووي في ايران، من كيميائيين وفيزيائيين وتخصيب اليورانيوم، وأصبحت لدى ايران مسؤولية كاملة وجهوزية كبيرة للنووي، قد يتطور الى نووي عسكري وتغيّر العقيدة.  في المقابل، نجد ان ايران أعدّت صواريخ فرط صوتية أسرع من الصوت 13 مرة، وأيضا طيران مسيّر ولديها كذلك دفاعات هامة جدا، لذلك عندما رأى الرئيس الاميركي دونالد ترامب أنه لم يحصل على ما يريد مقابل اليمن فقط من خلال مهاجمة الحوثيين في اليمن، فما بالنا إذا ما هاجم طهران”.

ويختم: “هناك خطورة كبيرة بمهاجمة طهران على حلفاء الولايات المتحدة الاميركية، وعلى القواعد العسكرية الاميركية، وعلى اسرائيل، لذلك استدعى دونالد ترامب نتنياهو، الذي كان في زيارة الى المجر،  الى الولايات المتحدة وقال له “لا عسكرة بل الجلوس الى طاولة المفاوضات”. هذا ما نراه على الارض. لذلك إذا كان نتنياهو يحاول ان يُلزم الولايات المتحدة بأن تقوم بضربة عسكرية وليس الوفاق، فإن تحريك المستوى العسكري بهذا الشكل والحشد المعارض لنتنياهو قد يكون بحراك أميركي”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى