
كتبت لورا يمين في المركزية :
أكد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، الاثنين، أنّ أي اتفاق حول برنامج إيران النووي سيتوقف بشكل أساسي على التحقق من مستويات تخصيب اليورانيوم وقدرات التسلح النووي. وقال ويتكوف الذي قاد الوفد الأميركي إلى المحادثات مع الإيرانيين السبت الماضي في سلطنة عمان، إن “الأمر سيتوقف إلى حد بعيد على التثبت من البرنامج النووي”، من غير أن يدعو إلى تفكيكه بالكامل. وأكد أن التحقق من قدرات “عسكرة” البرنامج النووي تشكل نقطة “أساسية” في المفاوضات مع إيران، مشيرا إلى أن “هذا يشمل الصواريخ… والصواعق (لتفجير) قنابل”. وأضاف “ليسوا بحاجة إلى التخصيب بأكثر من 3,67%” وهي النسبة القصوى المسموح بها بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015. ولفت ويتكوف إلى أنه “في بعض الحالات يصلون إلى 60%، وفي حالات أخرى 20%” مضيفا أن هذه النسبة تتعدى ما هو ضروري لبرنامج نووي مدني. وقال إن “الاجتماع الأول كان إيجابيا وبناء ومقنعا” لكنه رأى أن “الشيطان سيكمن في التفاصيل”.
في المقابل، اعلن مرشد الثورة الاسلامية في ايران علي خامنئي الثلثاء ، “اننا لا ننظر إلى المحادثات في عمان بتفاؤل أو تشاؤم مفرطين ولا نربط قضايا البلاد بها”، مشدداً على أن “ليس لدينا ثقة بالجانب المقابل لكننا نثق بقدراتنا”، ولفت الى أن “محادثات عمان واحدة من عشرات المهمات التي تقوم بها وزارة الخارجية الإيرانية”، مؤكداً أنه “تم اتخاذ خطوة المحادثات ونفذت مراحلها الأولى بشكل جيد”. لكن بعد هذا الموقف “الضبابي” بساعات، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي امس، أن بلاده تعتبر قضية تخصيب اليورانيوم “غير قابلة للتفاوض”. وقبله بساعات كان المتحدث باسم الحرس الثوري الاسلامي، العميد علي محمد نائيني، يؤكد الاثنين أن “الأمن القومي والدفاع والقوة العسكرية من الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي لا يمكن مناقشتها أو التفاوض عليها تحت أي ظرف من الظروف”. وقال نائيني في لقاء مع مجموعة من وسائل الإعلام “إن عملية الوعد الصادق 1 كانت دليلاً على المبادرة والقدرة الهجومية غير المتكافئة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لضرب العدو الصهيوني وكانت أول مواجهة عسكرية مباشرة وعلنية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني”.
امام هذه المواقف المتباينة، يصبح السؤال الاول والاكبر: هل ستتمكن التفاصيل وشياطينها، من المفاوضات وتفجّرها، علما ان حتى مكان المفاوضات، أي مسقط او روما، هو موضع خلاف بين الاميركيين والايرانيين؟ بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” فإن الرئيس دونالد ترامب يدرك جيدا ان طهران لن تتخلى بسهولة عن تخصيب اليورانيوم ولا عن النووي ولا عن برنامجها الصاروخي. من هنا، وبالتزامن مع انطلاق قطار المفاوضات، واظب على “تهديد” الجمهورية الاسلامية، حيث لفت مساء الاثنين الى “انه يجب على طهران التخلي عن أي سعى لامتلاك سلاح نووي والا البديل سيكون ضربة عسكرية محتملة الى منشآت طهران النووية”. اضاف “أعتقد أنهم يجروننا إلى ذلك، على إيران أن تتخلى عن حلم امتلاك السلاح النووي وإلا ستواجه ردا قاسياً”.
المصادر تشير الى ان واشنطن ستستمر في سياسة الضغط الاقصى على طهران لارغام ايران على التجاوب مع شروطها التفاوضية، وهي لن تعطي مهلة زمنية مفتوحة للمحادثات، وتشير الى ان تبيان مصيرها، سلبا او ايجابا، لن يتأخر، وسيبدأ بالظهور السبت المقبل في جولتها الثانية، تختم المصادر.