غير مصنف

دور أساسي لموسكو في المفاوضات الاميركية – الايرانية…خواتيم ايجابية!

كتبت يولا هاشم في المركزية:

تشهد العاصمة الروسية موسكو زحمة موفدين. فقد وصلها اليوم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في زيارة رسمية، يرافقه وفد رسمي، ستشهد مناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية الملحة، وستركز على أهمية تعزيز التنسيق السياسي المشترك لإيجاد حلول متكاملة لتسوية هذه القضايا.

كما حط في موسكو، وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي، على رأس وفد ديبلوماسي، لإجراء مباحثات ومشاورات مع كبار المسؤولين الروس، وتسليم رسالة خطية من خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

في الموازاة، يزور وزير الدفاع السعودي طهران لإجراء محادثات حول تعزيز العلاقات ودعم السلام الإقليمي ومكافحة الإرهاب. فهل من دور تلعبه روسيا بين الولايات المتحدة الاميركية وايران من جهة وبين ايران والمنطقة من جهة أخرى؟

مصادر مطلعة على الوضع الروسي تؤكد لـ”المركزية” ان “خلال المكالمة التي تمت بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب وبوتين، طلب الاميركيون مساعدة الروس في الاتفاق مع الايرانيين. بالفعل، لعبت روسيا دورًا أساسيًا في اللقاء الاميركي – الايراني، خاصة وان لا مصلحة لها بأن تتعرض ايران لضربة، كما أنها شعرت ان ترامب غير متحمّس لضربها بل يسعى لعقد اتفاق ، فلعبت دورًا أساسيًا في إقناع ايران بالذهاب الى المفاوضات مع الاميركيين.

وتكشف المصادر ان ثمّة تنسيق روسي- صيني مع ايران بشأن الملف النووي، وذلك بناءً على طلب ايراني بالحصول على ضمانات، وبالتالي ستكون روسيا والصين الضامنتين للاتفاق . وتلفت المصادر الى ان اجتماعًا تنسيقيًا روسيًا – صينيًا – ايرانيًا عُقِد في موسكو، قبل توجّه الوفد الايراني الى مسقط في سلطنة عمان الاسبوع الماضي للتفاوض مع الاميركيين. واليوم أيضًا قبل الذهاب الى الجولة الثانية سيكون عراقجي في موسكو للتنسيق.

اما أمير قطر فيزور موسكو، بحسب المصادر، للبحث في الملفين الايراني والسوري، بسبب التخوف من الطرح الذي عرضته اسرائيل على ترامب لتقسيم سوريا الى مراكز نفوذ. هذا الأمر أخاف القطريين والأتراك والروس، ومن هنا طُلِب من الروس أيضًا لعب دور في هذا الإطار. نتيجة التقارب الروسي – الاميركي، عادت روسيا للعب دور أساسي على الساحة الدولية.

أمّا عن لبنان، فتؤكد المصادر ان في حال حصول تفاهم أميركي – ايراني سيرتاح لبنان لأن هذا الامر سينعكس ايجابًا عليه. وعندما يحصل التفاهم ستعود روسيا للعب دور في كل من لبنان وسوريا. وتشير المصادر الى ان روسيا تتخوف من اسرائيل ومن تحركها من خلال اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية للضغط على ترامب لضرب ايران، لأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الوحيد الذي له مصلحة ويركّز على ضرب ايران عسكريّا، لكن حتى الساعة ترامب يرفض. لكن روسيا تشعر حتى الساعة ان ترامب لا يريد الحلّ العسكري ويفضّل الدبلوماسي، لذا تعمل روسيا في هذا الاتجاه.

وترى المصادر ان زيارة وزير الدفاع السعودي في طهران، تصبّ في الإطار عينه، وان الجميع لديه مصلحة في حصول تفاهم اميركي – ايراني دبلوماسي وعدم الاتجاه الى الحل العسكري، لأن ايران هددت في حال استهدافها، انها ستردّ بضرب القواعد العسكرية الاميركية في المنطقة وإقفال مضيق هرمز وسيتأثر العرب. من هذا المنطلق يعمل الجميع في هذا الاتجاه، لأن الاتفاق الاميركي – الايراني سيغيّر، في حال حصوله، الوضع في المنطقة ككل. المنزعج الاساسي في هذا التفاهم هي اسرائيل لأن نتنياهو يريد ضرب ايران.

وتعتبر المصادر ان ترامب رجل صفقات، ويرى ان الاتفاق مع ايران فيه إفادة، وفي حال عقده، سيكون الرابح الأكبر من خلال فتح باب الاستثمار أمامه، خاصة وان ايران تحتاج الى كل شيء، وهي في المقابل بلد غني يحوي على خيرات من نفط وغاز ويورانيوم وغيرها.
وتعرب المصادر عن تفاؤلها بالوصول الى خواتيم ايجابية من خلال الدور الاساسي الذي تلعبه روسيا واللقاءات التي تحتضنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى