
كتب يوسف فارس في المركزية :
في الوقت الذي انتقل فيه لبنان الى سكة التعافي وواقع يتوق اليه كل اللبنانيين ، تتسيده دولة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، ويطوي مرحلة مزرية عاشها بجميع مناطقه وطوائفه ومكوناته ولم تستثن أحدا من عواقبها وخيباتها ، ويفتح على مرحلة جديدة يسودها الامن والاستقرار السياسي والاجتماعي والمالي والاقتصادي، تتراكم في طريقه مجموعة من العقبات تنطوي على ارباكات ومخاطر بدءا من العامل الإسرائيلي الذي رفع من وتيرة اعتداءاته الى المتبرعين بالذرائع لإسرائيل لتجديد عدوانها على لبنان على شاكلة الصورايخ المشبوهة التي لم تعد لقيطة وكشف الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية مطلقيها وصولا الى مجموعات التكفيريين والخلايا الإرهابية التي بدأت تستيقظ في بعض المناطق ربطا بالتطورات السورية والاطاحة بنظام الأسد .
جدير ان الجهد الأمني منصب على رصد وملاحقة المجموعات التكفيرية والارهابية كون خطرها دائم وتضعه الاجهزة في سلم أولوياتها لرده سيما وان إنجازات يتم تحقيقها في هذا المجال من دون اثارة إعلامية ، حيث ان الإجراءات المشددة المتخذة نجحت في كشف وتفكيك عدد من الخلايا النائمة لهذه المجموعات في بعض المناطق وتم القبض على العديد من العناصر الإرهابية والتخريبية اخرها ما تم ضبطه في جوار مدينة صيدا .
رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث العميد ركن المتقاعد هشام جابر يقول ل “المركزية” في الموضوع : لا شك في ان لبنان بما يتميز به من أجواء سمحة وحرية مؤهل اكثر من سواه من الدول ليكون موئلا للتنظيمات والحركات التكفيرية والارهابية التي تنامت اكثر مع استمرار إسرائيل في ارتكاب المجازر في حق الشعب الفلسطيني ذات الغالبية السنية ما دفع إخوانهم في الدين في لبنان والعالم العربي الى التحرك . وحمل الخلايا النائمة على الاستيقاظ مجددا ، العديد منها وقع في قبضة الأجهزة الأمنية نتيجة الرصد والمتابعة المعززة بعيدا عن الضوء والاعلام بعيد تناميهم في سوريا مع سقوط نظام الأسد وقيام الحكم الجديد .لا اكشف سرا ان قلت انه تم مؤخرا مع العهد الجديد القبض على العديد من الجماعات السلفية في البيئات السنية الفقيرة في طرابلس وعكار والبقاع الغربي وصولا الى صيدا التي انطلقت من جوارها الشبكات التي صنعت واطلقت الصواريخ البدائية على إسرائيل من اجل هز السلم الأهلي اللبناني ودربت بعض الإسلاميين الأردنيين المشددين .
ويتابع ردا على سؤال قائلا انه لطالما كانت هذه الشبكات التكفيرية السلفية والارهابية موضع متابعة من قبل الأجهزة الأمنية بغية القبض عليها عند تحركها كما جرى أخيرا . اليوم بات هناك دولة عمادها رئيس للجمهورية وحكومة جديدة عملت على تعيينات امنية ومناقلات عسكرية خصوصا في المرافق الجوية والحرية والمعابر البرية ، الامر الذي يحد اكثر من إمكانية تحرك كل الإرهابيين والخارجين على القانون ، كما يتبدى واضحا من سرعة وكثرة عدد الموقوفين الذين باتت تضيق بهم السجون