
كتبت منال زعيتر في اللواء :
وبالتالي، أصبح الثابت هنا، ان العدو لن يتوقف عن استباحة الضاحية كما يفعل جنوبا، فتجاوزه للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار في ٢٧ تشرين الثاني الفائت كل القواعد التي أتبعها خلال عدوانه على لبنان، هو رسالة خطيرة جدا بتوقيع أميركي للحزب وطهران:
في الرسائل الداخلية:
أولا: وضع الدولة اللبنانية وتحديدا رئيس الجمهورية جوزاف عون تحت الأمر الواقع، بضرورة اعتماد القوة لنزع سلاح الحزب حسب تعبيرهم وليس بالحوار والاستراتيجية الدفاعية وإلّا فان العدو سيتكفل بهذا الأمر… وهذه الرسالة تنطوي على تحذير أميركي واضح عن عدم رضا واشنطن على أداء الرئيس عون وعلى طريقة مقاربته ملف السلاح ووضع حزب الله في لبنان ولا سيما ان العدو تعمّد الكشف علنا عن ان واشنطن أبلغت بالضربة على الضاحية ووافقت عليها، كاشفا لـ«اللواء» عن معلومات تنشر للمرة الأولى حول تبلّغ الرئيس عون رسائل صارمة عن الامتعاض الأميركي من أدائه ومقاربته لملف سلاح حزب الله.
ثانيا: ان الضاحية الجنوبية لبيروت كما القرى الأمامية في الجنوب لم تعد «محيدة»، وانه يجب شرذمة بيئة حزب الله والتي تعتبر الضاحية الحاضنة الأساسية لها.. وفقا لأكثر من مصدر فان بيكار الانتهاكات الإسرائيلية قد يتوسّع لأكثر من منطقة في لبنان تحت مزاعم واهية طبعا، وكل هذا يأتي في سياق خدمة الهدف الأول والأخير «بدء جولة جديدة من الحرب في لبنان وجرّ حزب الله إليها عاجلا أو آجلا».
ثالثا: تقليب الرأي العام اللبناني على حزب الله والضغط أكثر للتضييق على بيئته الحاضنة، واستثمار ذلك في تجييش الشارع الشيعي ضد الحزب بعد التيقن من استحالة جرّه الى اقتتال داخلي وحرب أهلية، وعليه يصبح تخلّي الدولة عن إعادة الاعمار تحت حجج غير منطقية مضافا إليه العدوان المتكرر على الضاحية، وعدم تشجيع أهلها على إخلائها بسبب حجم التطرف الذي يمارسه بعض الشركاء في الوطن عاملا مساعدا باعتقادهم لتحقيق التمرّد المطلوب داخل البيئة الشيعية ضد حزب الله، ويساعد ذلك وفق مزاعمهم على إعلاء الصوت والضغط على الحزب للتجاوب مع مطالب تسليم سلاحه.
أما في الرسائل الخارجية، فان استمرار العدوان على لبنان وتوسّعه الحتمي في مرحلة لاحقة يهدف الى أمر واحد وهو مفاوضة إيران تحت نار محاولة كسر ذراعها الأقوى في المنطقة أي حزب الله، ولا سيما ان حرب أيلول بمعزل عن نتائجها لم تستطع القضاء على الترسانة العسكرية المتطورة التي يملكها الحزب والتي ما زالت تشكّل تهديدا خطيرا للكيان الغاصب هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يعلم العدو ان الحزب استعاد أنفاسه ورتّب وضعه وبات قادرا على مواجهته متى أراد ذلك.