
كتبت نجوى أبي حيدر في المركزية :
بوتيرة سريعة يجري العمل على ضبط حدود لبنان تمهيدا لترسيمها وطيّ الملف الى غير رجعة، ما دامت مجمل الظروف التي حالت دون الترسيم انتفت او هي على درب الانتفاء من الجهة الشرقية والشمالية مع اطاحة نظام الاسد الذي لطالما راوغ لمنع الترسيم ضمانا لمصالحه الخاصة، فيما تبقى الحدود الجنوبية رهن انتهاء النزاع مع اسرائيل التي ما زالت تحتل جزءا من الاراضي اللبنانية.
على هذا الخط، دخلت بقوة وزخم باريس لمساعدة لبنان على ضبط حدوده ورغبة على الارجح في لعب دور في هذا المجال الى جانب واشنطن التي تضطلع بأدوار عدة في المنطقة. فتسلّم وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي أمس من سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسي الخاص بالحدود اللبنانية-السورية، بناء لطلب لبنان وللوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال زيارته الأخيرة الى باريس، بتزويد لبنان بهذه الوثائق والخرائط التي ستساعده في عملية ترسيم حدوده البريّة مع سوريا.
فخلال استقباله في زيارته الأولى، ابلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس اللبناني عون، أن الجيش الفرنسي يملك خرائط للبنان وسوريا تعود إلى زمن الانتداب عام 1943، توضح حقيقة الحدود المشتركة بينهما، وصولًا إلى مزارع شبعا. وهي أُعدّت بإشراف اختصاصيين في الجغرافيا وترسيم الحدود، ودقيقة إلى درجة اعتمادها كمستند في عملية ترسيم الحدود بين البلدين. فطلب عون الاطلاع على هذه الخرائط، والمساعدة حيث امكن في ترسيم الحدود البرية، لانهاء المشكلة والصراع المزمن لا سيما حول هوية مزارع شبعا.
النسخة المتضمنة وثائق وخرائط الارشيف الفرنسي التي تسلمها الوزير رجي ارسلها بحسب معلومات “المركزية” الى المؤسسة العسكرية وتسلمتها اللجنة الفنية الخاصة بعمليات الترسيم لدراستها والاطلاع على ما تحتوي واتخاذ القرار في ما اذا كانت كافية للعمل بهديها ام ثمة حاجة للمزيد من الخرائط الموجودة في الارشيف الفرنسي، وقد ابدت فرنسا كل استعداد لتزويد لبنان بكل ما يحتاج في هذا الشأن، بحسب ما ابلغ السفير ماغرو الوزير رجي.
الجدير ذكره ان فرنسا سلمت تزامنا سوريا نسخة من وثائقها والخرائط الى الجانب السوري للغاية نفسها، حتى حينما ينطلق العمل الفعلي للترسيم يكون لدى الجانبين الملفات نفسها لتسهيل المهمة.