
كتب يوسف فارس في المركزية:
على رغم الجهود المبذولة من اركان العهد رئاسة وحكومة الا ان الأوضاع في لبنان تراوح مكانها. سير الأمور لا يشي بانفراج قريب بل يؤشر الى مرحلة صعبة تلوح في الأفق نظرا للملفات الشائكة الحبلى بها بدءا من سلاح حزب الله الى السلاح الفلسطيني في المخيمات ولدى الجماعات التكفيرية الى إعادة الاعمار والنازحين السوريين والحدود وصولا الى وقف الاعتداءات الإسرائيلية وربط انسحابها بالتطبيع. ففي المعلومات ان الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل متمسكتان بالتطبيع الشامل بين إسرائيل ولبنان وسوريا ولا تريدان فصل الملف اللبناني عن السوري . وان دولا عدة منها الامارات العربية المتحدة تحركت لترتيب الموضوع بين الرئيس السوري احمد الشرع وتل ابيب . وهناك تقدم في هذا المجال بعدما وصلت الرسالة الى الجولاني الذي اكد مرارا عدم العداء لاسرائيل واستكملت بلقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض الذي اعلن رفع العقوبات عن سوريا وفتح المجال امام الاستثمار فيها .
وبحسب المعلومات والاتصالات الناشطة بعيدا من الأضواء ان الطرح الأميركي – الاسرائيلي في ما يخص لبنان يركز على إعطاء مسألة التطبيع الأولوية القصوى على ان يكون مترافقا مع تسليم السلاح والقضاء على المنظمات الفلسطينية وقياداتها قبل ملفي الاعمار والمساعدات وهذا ما يستدعي استمرار الغارات اليومية على كل الأراضي اللبنانية ولا خطوط حمراء حول أي منطقة وصولا الى بيروت والضاحية بموافقة دولية وإقليمية .
النائب التغييري الياس جرادي يقول لـ “المركزية” في السياق ان منحى الأوضاع يؤشر الى هذا المسار لكن الأمور تبقى في خواتيمها كما يقال . لو كان للعرب موقف موحد وواضح من إسرائيل وحل القضية الفلسطينية لما امكن استفراد سوريا ولبنان . كان بالإمكان العودة الى قمة بيروت التي وضعت والقمم العربية اللاحقة خارطة طريق لحل الصراع العربي – الإسرائيلي القائم على قيام الدولتين . إسرائيل رفضت منذ البداية الانصياع للارادتين العربية والدولية .مضت في سياسة الترويع والتهجير والقتل وقضم الأراضي ولا تزال حتى اليوم . ترتكب المجازر والابادة في حق شعب اعزل وسط صمت عالمي مستغرب . القضية الفلسطينية وصمة عار القرنين العشرين والواحد والعشرين . العرب ومعهم الدول المعنية كالنعام يضعون رؤؤسهم في الرمال .
اما بالنسبة الى لبنان دماء الشهداء لم تجف بعد . فرض التطبيع عليه يفجره من الداخل . وحده الحل العادل للقضية الفلسطينية يفي الشهداء حق تضحياتهم ويهيئ الظروف لتقبل مثل هذا الحدث . بالنتيجة ما في حدا بكب الثاني بالبحر . صحيح ان الانسانية راهنا مستباحة لكنها هي المنتصرة أخيرا . الظالمون لا بد وان يبلون باظلم . التاريخ شاهد على نهاية المستبدين . الحق منتصر ولو بعد حين وهو ما نأمله