
كتب يوسف فارس في المركزية :
جاء في تقرير نشرته صحيفة هارتس الاسرائيلية ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يطمح للتوصل مع لبنان الى تسوية كتلك التي صاغها مع سوريا لكن الوضع فيه اكثر تعقيدا ونجاحها مشكوك به. فالنظام في لبنان في معضلة تشبه نظام الشرع حول كيفية نزع السلاح غير الشرعي من دون الوصول الى مواجهة عنيفة قد تتدهور الى حرب أهلية . وأشارت الى ان الولايات المتحدة تضغط على رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للبدء الفوري بنزع السلاح شمال الليطاني وليس من جنوبه فقط لكن عون يخشى من تحول الدولة الى ساحة قتال وهو يفضل حوارا يثمر اتفاقات في حين ان اميركا تعتقد ان لا يمكنه ضمان نجاح هذا الحوار في انهاء قضية حزب الله كتنظيم عسكري .وانه خلافا لسوريا فأي دولة عربية لم تعرض على ترامب ضمان سلوك الحكومة اللبنانية تجاه نزع سلاح الحزب والمخيمات الفلسطينية. او انها ستنفذ الإصلاحات الاقتصادية العميقة التي يجب عليها تنفيذها كشرط لتقديم المساعدات .
وفي سياق متصل، كشف تقرير أميركي عن بدء الإدارة الأميركية بالاشراف على إعادة دمج وتأهيل القوى الأمنية السورية المسلحة التي كانت ضمن جبهات من التيارات الإسلامية لتمكين قوات الجيش السوري الجديدة من التصدي اذا اقتضى الامر لما تبقى من قوة لدى حزب الله شمال الليطاني . ما يعني ان اميركا وحلفاءها العرب في المنطقة مهتمون ضمنا بالتجهيز لمواجهة ليس بين سوريا الجديدة واسرائيل لكن بينها وبين حزب الله وما تبقى من قواته .
الوزير السابق فارس بويز يتخوف عبر “المركزية ” من دفع لبنان لحرب داخلية من شأنها جعل لبنان الوطن البديل الذي يتطلع لايجاده رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعد القضاء على غزة ويعمل على تمويل حماس بنفسه لانهاء ما يعرف بحل الدولتين، بحيث لا يعود احد في العالم يتحدث معه عن هذا الامر .
اما في ما خص تطبيق القرار 1701 ، ففي خلفيته اعادة ايران 100سنة الى الوراء بعد تقليم اظافرها في الإقليم برمته والقضاء على اذرعها في لبنان واليمن والعراق وانهاء وجودها الكلي في سوريا التي تحاول الولايات المتحدة الأميركية استنهاضها من جديد، بعدما ساعدت احمد الشرع ووفرت له مخابراتها ولقيادات من الاخوان المسلمين الايواء في بريطانيا وألمانيا قبل ان يعاد توجيههم .
ويتابع : بالنسبة الى نزع السلاح غير الشرعي، يلاحظ ان البعض هنا يتريث مراهنا على سقوط نتنياهو . طالما لبنان ضعيف، حزب الله لن يسلم سلاحه خوفا من دفع القوات السورية بعد ترميمها الى لبنان . حتى ان إسرائيل لن تستسيغ الامر تحسبا من ارتداده عليها سيما وانها هي التي دمرت قدرات الجيش السوري وأثارت المشكلات الطائفية والمذهبية على نظام الشرع .
ويختم متوقعا أياما صعبة وخطيرة بانتظار لبنان ان لم نحسن بتضامننا مواجهة مشروع التطبيع الذي تحاول إسرائيل فرضه على العرب والمنطقة بالقوة، والتعامل مع جمع السلاح غير الشرعي.