
كتب يوسف فارس في المركزية :
تأخذ واشنطن في الاعتبار وجود خصوصية لبنانية في الملفات الأساسية ، وتحديدا في موضوع سلاح حزب الله وحصره بيد الدولة . لكن ذلك في رأي المتابعين لا يعني تفهما اميركيا بالمطلق، بل يتعاملون معها بطريقة تبقي لبنان في وضع مستقر بعيد من الفوضى شرط اتخاذ السلطة خطوات حثيثة لاستكمال بسط السيادة وحصرية السلاح بشفافية ومن دون مواربة تطبيقا للدستور اللبناني والقرارات الدولية . اما في حال عدم استكمال هذه الخطوات بشكل ملموس، فإن الفرصة التي يتلمسها الان اللبنانيون رغم سعي العهد لترتيب البيئة الحاضنة للخطوة المرتقبة للانقاذ والدعم الأميركي والدولي ، وذلك من خلال جهوده مع الحكومة وعبر التضامن الوزاري حول المواضيع السيادية التي تشكل المطلب الأول للمجتمع الدولي ، علما ان عواصم القرار العربية والدولية تترقب أي إشارة حقيقية من لبنان من اجل استكمال عملية الدعم والتي تستوجب للإفادة منها : عملا محليا او عربيا او دوليا ، واذا ما استمرت الإجراءات الداخلية على الوتيرة ذاتها، فإن لبنان سيكون على الدرب الصحيح لاكتساب هذه الفرصة ثم الانطلاق الى مرحلة تثبيت سيادة الدولة وتحقيق حصرية السلاح فعليا وليس كلاميا . إضافة الى تنفيذ الإصلاح الذي يشكل عاملاً متمما وليس رديفا لاستكمال مشروع مساعدة لبنان وانتشاله من الازمة من قبل المجتمع الدولي .
عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ادكار طرابلسي يقول لـ “المركزية” : القول ان هناك خصوصية أميركية للبنان قد لا نجد ترجمة له على ارض الواقع . الدول وخصوصا الكبرى تتعامل مع غيرها وفقا لمصالحها . السياسة الأميركية في المنطقة ترتكز الى توفير المصلحة الاسرائيلية أولا . من هنا على لبنان التكيف مع هذه الوضعية بما يسمح بعيشه بطمأنينة واستقرار . الوصول اليهما هو بتطبيق القرار 1701 وتحديدا لجهة حصر السلاح بيد الدولة وحدها . كل الثناء والتقدير لما يقوم به رئيس الجمهورية من اتصالات محلية وخارجية لتحيق هذه الغاية بالحوار والعقلانية سواء ما يتصل بالسلاح اللبناني او الفلسطيني . لنا مآخذ هنا على الحكومة التي يفترض ان تكون اكثر نشاطا وفاعلية في المحافل الأممية والدولية لردع إسرائيل والزامها بوقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 الملتزم به لبنان على اكمل وجه باعتراف لجنة الاشراف الخماسية و”اليونيفيل” . إضافة هناك بعض العتب على الدول العربية لحيادها مما يتعرض له لبنان من ضغوطات عسكرية واقتصادية . كأن المراد دفعنا للالتحاق بالاتفاقيات الابراهيمية ومسيرة السلام التي تسعى تل ابيب لفرضها على المنطقة بالقوة وبرضى أميركي ان لم يكن دولياً . ما تتعرض له دولها من انهاك وضغوطات وحصار لمواردها المائية والنفطية بما فيها لبنان اكبر دليل على ذلك . وعلى الاخوة الفلسطينيين كما حزب الله وعي هذه الحقيقة والتعامل معها بواقعية.