
كتبت ميريام بلعة في المركزية:
غريبٌ هو لبنان! غارات إسرائيلية تصبّ هامَ نيرانها على الضاحية الجنوبية، فيما تحطّ الطائرات المدنية في مطار بيروت وتُقلع أخرى ضمن حركة اعتيادية ملتزمة بالبرنامج الزمني المحدَّد… حتى بات يصحّ به القول إنه “بلد العجائب”!
فالتهديدات الإسرائيلية التي رافقت التصعيد الميداني عشيّة عيد الأضحى وبعده، لم تُثنِ المغتربين اللبنانيين ولا السيّاح العرب والأجانب عن تثبيت حجوزاتهم على متن الطائرات المتّجهة إلى لبنان، لتمضية عطلة عيد الأضحى من جهة، والتمتّع بموسم السياحة والاصطياف من جهةٍ أخرى.
في المقابل، “لم يُسجَّل أي إلغاء في حجوزات الطيران” يؤكد نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود عبر “المركزية”، مشيراً إلى أن “رحلات مطار بيروت استمرت حتى اليوم طبيعية من دون أي تعديل، وبالتالي حافظت حركة المطار على نشاطها ولا تزال على هذه الحال حتى اليوم”.
في غضون ذلك، يوضح عبود أن “لا إحصاءات دقيقة حول حركة الطيران من أول حزيران الجاري وحتى اليوم، إنما أظهرت الإحصاءات في أيار الفائت أن حركة الطيران من مطار بيروت وإليه بدأت تنشط مطلع أيار 2025 بزيادة 10% عن الحركة المسجّلة في أيار 2024، متوقعاً أن تسجّل حركة الطيران في حزيران الجاري زيادة بنحو 15 و20% عن حزيران 2024، فكَم بالحري مع مصادفة عيد الأضحى هذا الشهر!”.
ويفنّد بالأرقام: في أيار العام 2024 وصل إلى لبنان عبر مطار بيروت 260 ألف وافد، في مقابل 300 ألف في أيار 2025 أي بزيادة 11%. أما مجموع حركة الذهاب والإياب فسجّل 507 آلاف راكب في العام 2024، في مقابل 560 ألفاً في العام 2025 بزيادة 11% أيضاً.
هذه الأرقام تؤشّر، وفق عبود، إلى أن “حركة الطيران ستسجّل زيادة في عدد الركاب خلال الأيام العشرة الأولى من حزيران الجاري بما يقارب 15% و20% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الفائت”.
وكالعادة، من بين عداد الوافدين “هناك مغتربون وسيّاح على السواء… إنما هذا العام هناك جنسيات عربية جديدة كالإماراتية والكويتية والقطرية ستأتي إلى لبنان هذا الصيف، إضافة إلى الجنسيات الأخرى المعتادة من الأردن ومصر والعراق” على حدّ قوله، مذكّراً بأن “الشهر الفائت سجّل دخول نحو 500 إماراتي إلى لبنان، بحسب جداول حجوزات الفنادق. كم أن شركة طيران Kuwait Airways زادت عدد رحلاتها إلى لبنان، فالكويتيون والقطريون يقصدون لبنان للاصطياف وغالبيّتهم لديهم فيه منازل خاصة بهم”.
أما مؤشر الحجوزات لموسم الاصطياف، “فهو إيجابي جداً، ونأمل عبر المساعي الديبلوماسية والسياسية التي يقوم بها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء المعنيون، في رفع الحظر عن سفر السعوديين إلى لبنان، ليكون موسماً رائعاً كما نرغب” يختم عبود.