
في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي وتفاعلاته الإقليمية، تتزايد الأسئلة حول مستقبل الوضع اللبناني على الصعيدين الأمني والسياسي، خصوصًا في ضوء التطورات المتسارعة داخليًا وخارجيًا، والتي تلامس ملفات دقيقة كالسلاح، الإعمار، والموسم السياحي، وسط ضبابية تحيط بالمشهد العام في البلاد.
في هذا الإطار، قال الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، إن “إسرائيل ستواصل استهدافها للبنان ضمن الوتيرة عينها، فينخفض منسوب التصعيد ويرتفع وفق حاجة بنك أهدافها، وذلك بالتكافل والتضامن مع الولايات المتحدة الأميركية، لا سيما أن كل المعلومات والمعطيات تؤكد أن قصف الضاحية كان ضمن توافق أميركي – إسرائيلي”.
وأضاف: “بمعنى أوضح، ثمة ضوء أخضر من واشنطن لإسرائيل لتواصل عملياتها ضد حزب الله، لكن ليس هناك من حرب شاملة كما حصل في الصيف المنصرم، وإن كانت كل الاحتمالات تبقى واردة في ظل هذه الأجواء الإقليمية الدولية الضبابية، وعدم وضوح مسار المفاوضات الأميركية – الإيرانية، لا سيما أن للبنان تأثيراً واضحاً باعتبار طهران داعمة لحزب الله على كل المستويات”.
وأشار إلى أن “العدوان على الضاحية الجنوبية لم يؤثر على موسم السياحة والاصطياف”، مثنيًا على الدور الكبير الذي يقوم به وزير الأشغال والنقل فايز رسامني لناحية مطار بيروت الدولي، عبر تطويره تقنيًا وإداريًا، والعملية الإصلاحية الكبيرة التي قام بها، والتزفيت وسوى ذلك، وهذا ما ينسحب على دوره في المرفأ وعلى مستوى إعادة تأهيل الطرق وسواها”.
وفي سياق متصل، قال العريضي: “إن عادت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس أو أُقيلت، أو أي موفد أميركي جاء إلى لبنان، فالأجندة الأميركية لن تتبدل أو تتغير، فالثوابت والمسلمات مستمرة، وأي موفد سيأتي ستكون أولويته السلاح، ثم السلاح”، كاشفًا عن معلومات موثوقة بأن “أي موفد سيأتي إلى لبنان، سيحدّد فترة زمنية وستكون له مواقف واضحة حول موضوع السلاح”.
وأكد في الوقت عينه أن رئيس الحكومة نواف سلام كان متجاوبًا خلال لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري والمعنيين حول عملية الإعمار، فمجلس الجنوب، عبر رئيسه المهندس هاشم حيدر، قام بدوره على أكمل وجه من ناحية الكشوفات، وإزالة الردميات، وإغاثة النازحين وسوى ذلك، “والمسألة بدأت تحتاج إلى أموال قد يتوفر جزء منها في وقت قريب، إنما عملية الإعمار الشاملة مرتبطة بالوضع السياسي، وبالسلاح، والإصلاح.
وعلى خط مواز، قال العريضي: “يجب التنبه كي لا نقع في المحظور بالنسبة لحركة الصيف وتحديدًا السياحة والاصطياف، في موضوع النفايات، فكان النائب نبيل بدر قد أطلق الصرخة نظرًا لتكدّس النفايات في بيروت، وموقفه كان له صدى كبير وأعطى إيجابياته من أجل تحريك المعنيين لإزالة هذه النفايات”.
وكشف العريضي أن معلوماته تشير إلى أن الانتخابات النيابية باتت على الأبواب، من خلال سلسلة قوانين انتخابية مقدّمة في المجلس النيابي، وأن هناك معركة كبيرة حولها، والحكومة بدأت تتأهب لبدء وضع اللمسات الأولى على مسار الانتخابات النيابية بعدما نجحت في البلدية، معتبرًا أن المجلس النيابي المقبل سيكون مغايرًا عن السابق، “فما حصل في البلديات جزء أساسي منه سينسحب على الاستحقاق النيابي، فثمّة تطورات كبيرة ستحصل من خلال جيل الشباب والشابات للتغيير، وهذا انطلق في قرى وبلدات ومدن كثيرة، ومن الطبيعي أن يكون له صدى ودوره في الاستحقاق النيابي في الصيف المقبل”.