
كتبت لورا يمين في المركزية :
قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي اليوم إن الجولة السادسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران ستعقد الأحد في مسقط. هذا الموقف أعقب ساعات متشنجة عاشتها المنطقة ليل الاربعاء – الخميس. فمن دون مقدمات، افادت تقارير بنقل أفراد طواقم دبلوماسية أميركية من الشرق الأوسط. واعلن مسؤول أميركي أنّ واشنطن بصدد خفض عدد موظفي سفارتها في العراق لأسباب أمنية، بينما وردت تقارير تفيد بأن الولايات المتّحدة تنقل أيضاً موظفين من سفارتيها في الكويت والبحرين.
هذا الامر اكده الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلا ردا على سؤال “حسناً، يجري نقلهم لأنه قد يكون مكاناً خطراً”، مشدّداً على أنّ الجمهورية الإسلامية “لا يمكنها امتلاك سلاح نووي”. وقال ترامب للصحافيين “لقد أصدرنا إشعاراً بالمغادرة وسنرى ما سيحدث”، مضيفاً “لا يمكنهم (الإيرانيين) امتلاك سلاح نووي، الأمر بسيط للغاية. لن نسمح بذلك”.
بينما كانت المفاوضات الأميركية الإيرانية تسير قدما وإن ببطء وحذر وسط شد حبال بين الدولتين خاصة على خط التخصيب الذي تريده واشنطن شبه صفري، بينما تتمسك طهران به لكن لأغراض سلمية كما تقول، سلكت الامور منحى سلبيا فجأة.
فالكباش الدبلوماسي الذي لا ينكره احد، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، اتخذ منحى عسكريا حيث قال وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده، أمس رداً على التهديدات الأميركية بالتحرك عسكرياً ضد بلاده إذا ما فشلت المفاوضات معها “نحن نأمل أن تصل المفاوضات إلى نتيجة ولكن إذا لم يحقق ذلك وفُرض علينا صراع، فلا شك أن خسائر الطرف الآخر ستكون بالتأكيد أكبر بكثير من خسائرنا”. وتابع “لدينا القدرة على الوصول إلى كل قواعدها (الولايات المتحدة). سنستهدفها كلها من دون تردد في البلدان المضيفة لها”، مضيفاً “وفي هذه الحالة، ستضطر أميركا إلى مغادرة المنطقة”.
غير ان موقف البوسعيدي عن جولة تفاوض الاحد، قد يعني، بحسب المصادر، ان الوسطاء نجحوا في تهدئة الاجواء من جديد وفي اعادة الامور الى إطارها الدبلوماسي. على اي حال، فإن المصادر لا تستبعد ان يكون الاميركيون قاموا بهذه “العراضة” في الساعات الماضية لإشعار الايرانيين بـ”السخن” والضغط عليهم عشية جولة الاحد، وإبلاغهم انهم جاهزون للتصعيد اذا لم تتجاوب طهران. وفي حال فشلت المفاوضات فعلا، فان الأميركيين بانسحابهم احترازيا من المنطقة، انما يسحبون من ايران سلفا، ورقة قوة تلوّح باستخدامها ضد واشنطن. يبقى انه اذا سلّمنا جدلا ان الولايات المتحدة ستتضرر اذا فشلت المفاوضات، ألن تكون طهران الخاسر الاكبر عسكريا واقتصاديا وماليا وحياتيا؟