سلايدات

اتحاد البلديات: القوات تربح البترون والقومي في الكورة والتيار في عكار

حسم تحالف «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب اللبنانية ومجد بطرس حرب، معركة اتحاد بلديات البترون بنتيجة 18 – 9 لصالح رئيس بلدية (كور) روجيه يزبك في وجه رئيس بلدية البترون مارسيلينو الحرك، المدعوم من تيارَي الوطني الحر والمردة.

وبدا واضحاً أنّ «القوات» تمكّنت من منع تسرّب أي صوت «حيادي» إلى الضفة المقابلة. فكانت المفاجأة ليست محصورة في فوز الحلف الثلاثي، بل في نتيجة الطرف المقابل الذي تمكّن فقط من تجيير أصوات تسع بلديات لصالحه، بعدما كان يُمنِّي نفسه بـ 14 بلدية على الأقل: 9 أو 10 لـ«الوطني الحر» و«المردة» و4 عبر العلاقات الشخصية لمارسيلينو الذي كان رئيساً للاتّحاد، وفاز برئاسة بلدية البترون مجدّداً عبر التوافق مع جميع الأحزاب، وضمنهم «القوات».

فكانت النتيجة فوز مرشح «القوات» بدعم من حلفائه، الذين خاضوا معركة بلديات قضاء البترون، وتمكّنوا من المحافظة على حصّتهم التاريخية فيه.

فالثلاثي يشكّلون سوياً نحو 60% من الناخبين، مع العلم أنّ 30% من هذه النسبة لـ«القوات» بمفردها والـ 30% الأخرى لـ«الكتائب» وحرب ومؤيّدي 14 آذار والمستقلّين، في حين يحظى التيار وحلفاؤه بتأييد 40% من الناخبين.

«القوات» تخسر في الكورة

خسارة اتّحاد بلديات البترون قابلها مفاجأة مدوية في انتخابات اتّحاد بلديات الكورة، التي كانت حتى أمس محسومة بنتائجها لصالح «القوات».

علما أنّ «القوات» نسجت تحالفاً بلدياً مع النائب السابق عن الحزب السوري القومي الاجتماعي سليم سعادة في بلدتيّ أميون وكفرحزير، ما أدّى إلى انقسام القوميّين وخوض الحزب الرسمي الانتخابات فيهما في وجه سعادة.

نجح الحزب السوري القومي بكسر العرف الطائفي لرئيس اتحاد بلديات الكورة

إلّا أنّ ذلك لم ينسحب على معركة الاتّحاد، إذ توحّد الحزب وسعادة، لتأتي النتيجة 18 – 13 لصالح رئيس بلدية أميون مالك فارس المدعوم من القوميّين ضدّ رئيس بلدية عين عكرين فؤاد خوري المدعوم من «القوات» وحلفائها.

وللمفارقة، كسر «القومي» العرف الذي أرساه سعادة والنائبان الراحلان فريد مكاري وفايز غصن بأن يكون رئيس الاتّحاد من الطائفة المارونية، حيث خاض المعركة داعما لأرثوذكسي، الأمر شكّل عائقاً في البداية أمام التيار الوطني الحر الذي بدا مُحرجاً في كسر العُرف، ورافضاً له، ولا سيّما مع تدخّل البطريرك الماروني بشارة الراعي شخصياً.

فإلى جانب استدعاء رئيس بلدية أميون لثنيه عن الترشح، جمع الراعي رؤساء البلديات الموارنة لحثّهم على التمسّك بالعُرف، وبدا واضحاً أنّ الضغط انسحب على نواب الكورة الثلاثة (فادي كرم وجورج عطالله وأديب عبد المسيح)، الذين دعموا ترشيح ماروني للاتّحاد.

لكن الحزب القومي كلّف القيادي حسان صقر مع منفّذ عام الكورة جهاد فارس التفاوض مع حلفائه. وقد جرى التوافق في البداية على ترشيح عضو بلدية ديربعشتار ميشال عساف كونه مارونياً، إلّا أنّ رؤساء البلديات رفضوا تبنّي ترشيح عضو مجلس بلدية لرئاسة الاتّحاد، فرضخ القوميون لقرارهم، وقرّروا ترشيح رئيس بلدية أميون رغم اعتراض سعادة، الذي كان قد رشّحه لترؤس البلدية، لكنه ما لبث أن قَبِلَ برأي الغالبيّة، خصوصاً أن القاعدة القومية شددت على أنها علمانية، ولا تخضع لحسابات التوزيع الطائفي.

في المقابل، تمسّك التيار بموقفه المبدئي عدم كسر العُرف، فرشّح رئيس بلدية متريت رولان عنداري دون أن يؤدّي ذلك إلى خلاف مع «القومي» و«المردة»، بل جرى الأمر بالتفاهم، وتلك سابقة لم تكن تحصل سابقاً.

وانعكست تلك الأجواء التوافقيّة أمس، أي يوم الانتخاب، بسحب التيار لمرشّحه، ما أراح بعض رؤساء البلديات الراغبين بالتصويت لفارس.

وهكذا حُسمت النتيجة 18 – 13، وخسر مرشّح «القوات»، رغم دعم بكركي للعُرف، وتدخّل دار الفتوى عبر استدعائها رؤساء البلديات السُّنّة، لحثّهم على الانتخاب لصالح معراب.


التيار يخسر جزين… ويربح في عكار وعالية

انسحب الخلاف القواتي – العوني على غالبية الأقضية، إذ تحوّلت انتخابات الاتّحاد الإنمائية إلى معركة سياسية، لا يُحكّمها البرنامج والمشروع ومصلحة البلدات والقرى.

وقد خاض الحزبان مواجهات شرسة هذا الأسبوع في عدد من الأقضية: في جزين انتهت المواجهة بفوز رئيس بلدية لبعا، بسام رومانوس، بفارق صوت واحد (14 – 13 و2 ورقة بيضاء) عن منافسه رئيس بلدية جزين دافيد الحلو، وذلك في الجولة الثانية لعدم تحقّق الغالبية المطلوبة في الجولة الأولى.

وفي اتّحاد بلديات الجومة في عكار، كانت المنافسة بين رئيس بلدية رحبة عدنان ملحم المدعوم من التيار ورئيس الاتّحاد السابق فادي بربر، ورئيس بلدية تلّة وشطاحة روني الحاج المدعوم من «القوات»، ليفوز مرشح التيار بنتيجة 11 – 7.

اللّافت أنّ القواتيّين خاضوا مواجهتهم بصمت مُطلق، فتجمهروا أمام السرايا وانتظروا النتيجة للاحتفال بالفوز، ولكن عندما جاءت معاكسة لتوقّعاتهم انسحبوا بهدوء دون أي ردّ فعل.

كذلك، خاض التيار معركة أخرى ضدّ النائب السابق هادي حبيش في اتّحاد بلديات عكار الشمالي، ففاز المرشح المدعوم من النائب العوني جيمي جبور، رئيس بلدية القبيات ميشال عبدو، على رئيس بلدية عندقت طاني حنا المدعوم من حبيش.

ومن عكار إلى اتّحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار في عالية، إذ ارتدّ دعم «القوات» سلباً على رئيس بلدية الدفون ربيع أبي عاد، نظراً إلى حساسية المنطقة ورمزيّتها، فخسر المواجهة في وجه رئيس بلدية سوق الغرب روبير السيوفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى