سلايدات

game over

كتبت كفا عبد الصمد

هكذا بدأت وبهذه البساطة انتهت، كتب احدهم على مواقع التواصل الاجتماعي، انهاء الحرب بين اسرائيل وايران كان اسهل من تبديل الملابس، وهذا صحيح، كل ما قيل وما كتب وما نشر كانت مجرد توقعات لسيناريو مكتوب مسبقا، مسرحية نصها ركيك وقصتها مبتذلة، لكنها اعتمدت على الابطال لشد الجمهور ولفت الانتباه. حين يكون طرفي الصراع اسرائيل وايران تتحول اللعبة السياسية الى وجبة غذاء دسمة الجميع يسعى لتناولها ومضغها للاستمتاع بطعمها حتى لو كان مرا في حلوق البعض.. انتهت اللعبة game over واسدل الستار عن المؤامرة التي تعرض لها محور المقاومة من جهة وعن الحضور الاساسي للكيان الاسرائيلي في الشرق الاوسط من جهة ثانية.. لعب الدبان على ارضنا بكثير من التشويق والقليل من البسالة، قدموا عرضا مذهلا من الالعاب النارية والمفرقعات والخضات الوهمية، وجرونا الى حرب استنزاف مفتعلة واوهمونا باننا على بعد خطوة من تحقيق حلم التحرير واستعادة الارض، لنكتشف بعدها، ان كل ما حصل مجرد تمثيل مبتذل لسيناريو ضعيف وقصة متفق عليها، وليتبين فيما بعد ان ما حصل في الماضي وما يحصل الآنوما سيحصل في المستقبل، مجرد اتفاقيات تجري تحت الطاولة ودورنا تنفيذ ما كتب بكثير من الحزم والجبن والاستزلام.. في حرب الاثني عشرة يوما لم يكن هناك من رابح او خاسر، الجميع ربح الا العرب خسروا كما دائما، الارض والعرض والكرامة، ودفعوا ثمن خيانتهم لانفسهم اولا حرية وامانا ومالا.. جميلة هذه المعادلة، ايران واسرائيل تحت غطاء اميركي تتقاسمان النفوذ في الشرق الاوسط ونبقى نحن على دكة الاحتياط، كومبارس حين يحتاجون الينا يتقاتلون بشباببنا ويلعبون في سماءنا ويحرقون ارضنا، اما الباقي يبقى مجرد تفصيل يتفقون عليه ولا رأي لنا به.. نحن ونحن ثم نحن شعوب لا تليق بنا الحرية، ما زلنا في مرحلة الاطفال الخدج، نحتاج الى رعاية خاصة حتى نتمكن من تنفس الاوكسجين الذي يبقينا على قيد الحياة وليس احياء.. بالنسبة لي انتمي الى الجيل الذي رباه مسرح زياد الرحباني، وكنت اسمع بفيلم اميركي طويل، وقد سمحت لنا الاتفاقيات بان نعيش احداث هذا الفيلم على الهواء مباشرة مع فارق بسيط اننا كنا نعرف النهاية مسبقا لان المكتوب يقرأ من عنوانه ونحن وحتى لو اضعنا المكتوب وما فيه من وصايا يبقى العنوان مرشدنا الوحيد لواقع نتخبط به لان لا قرار لنا غيه سوى ان نلعب دور التابع لا الوصي والمؤتمر لا الآمر.. انتهت اللعبة، اطفأت الانوار، توقفت الالعاب، وحتى حرب جديدة متفق عليها مسبقا نعود نلتقي….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى