
كتبت نجوى أبي حيدر في المركزية:
بوقاحة لا مثيل لها، وبغطرسة يعتقد انه يتفوق بها على اللبنانيين، باستثناء من يهتفون باسمهم في الساحات ويدينون لهم بمأكلهم ومشربهم ومالهم وسلاحهم و..و، اطل وزير الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، في حديث الى التلفزيون الرسمي مساء امس، ليعلن من دون اي اعتبار للدولة اللبنانية “أنّ الخارجية أبلغت الأطراف “أن يُخبِروا الكيان الصهيوني بأن إيران ليست لبنان، وأيّ اعتداء سيُقابل برد فوري”.
ايران ليست لبنان، صحيح معالي الوزير، ولن تكون يوماً، لأن لبنان الذي سعيتم وما زلتم للتمثل به على كل صعيد، يتفوق عليكم بأشواط، ومهما عظمت قوتكم وجبروتكم، فلا تطوركم النووي، ولا صواريخكم البالستية، ولا نظامكم الدكتاتوري الذي يعدم معارضيه ويقتل من يتجرأ على انتقاده، ولا حزبكم الذي زرعتموه فيه فتسبب بدماره وخرابه وافلاسه، بذريعة مقاومة اسرائيل، قادر ان يحطّ من كرامة لبنان وشعبه او يجعله “لقمة سائغة” في فم نظام الملالي، ولا اذرعكم التي غرستموها في العواصم العربية لزعزعة انظمتها، وهي تندحر الواحدة تلو الاخرى بفعل تخاذلكم عن مساندتها في حروب زجيتم بها فيها، وليس آخرها حرب الأيام الـ66 يوما الاسرائيلية على حزب الله ، حينما وقفتم تتفرجون على دمار الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال قيادات الحزب من رأس الهرم حتى اصغر عنصر، ليس كل هذا في وارد ان يسمح لكم بالاستهزاء بلبنان واستخدامه مضرب مثل في مجال الحديث عن عظمتكم ومغامراتكم الدونكيشوتية ومسرحياتكم المحبوكة بسيناريوهات سيئة ، وقد عاين العالم بأم العين آخر فصول مواجهاتكم مع اسرائيل وواشنطن التي ادعيتم انتصارا وهمياً فيها، في ما خسائركم البشرية والمادية لا تعوّض.
لبنان عصيّ وسيبقى على كل محاولات اخضاعه ترغيباً او ترهيباً، ما دام فيه لبناني واحد سيادي يأبى ان يرضخ لإملاءاتكم او يرتهن لأوامركم او يقدم مصالح طهران او اي عاصمة في العالم على بيروت، وما دامت فيه ارادة لاعادته “سويسرا الشرق” التي تغنى بها العالم رغماً عن أنوف كل الحسودين، لبنان منارة الشرق ومنبع الفكر، لبنان الرسالة والازدهار والتألق، لبنان جبران خليل جبران وشارل مالك وكل مفكريه… سيعود، ومسيرة العودة انطلقت، فاختشوا واتعظوا!