
كتبت لورا يمين في المركزية:
أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي نهاية الأسبوع الماضي بأن المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف يعتزم لقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في العاصمة النرويجية أوسلو، خلال الأسبوع المقبل (الجاري)، في محاولة لاستئناف المحادثات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وذكر التقرير أن موعد اللقاء لم يُحدد بعد بشكل نهائي، في حين نقلت “أكسيوس” أن ويتكوف وعراقجي حافظا على قنوات اتصال مباشرة حتى خلال فترات التصعيد بين طهران وتل أبيب. وفي حال تأكيد انعقاد الاجتماع، سيكون هذا اللقاء الأول بين الطرفين منذ الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت مواقع داخل إيران.
وكان ويتكوف صرّح في وقت سابق بأن بلاده “لا تشك في أنها دمرت قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم”، معربًا عن ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد. كما أشار، في تصريح لقناة “NBC”، إلى أن الولايات المتحدة “لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم ضمن أي اتفاق نووي ممكن”.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن ويتكوف أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، مساء الأربعاء، تناول فيه الطرفان التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، وتحديدًا ما وصفه ويتكوف بـ”التهديد الوجودي الذي تمثله إيران على إسرائيل”.
من جانبها، أبدت إيران استعدادها للعودة إلى المفاوضات، لكنها اشترطت الحصول على ضمانات واضحة، أبرزها عدم استهدافها عسكريا أثناء التفاوض، مشيرة إلى أن “المعرفة النووية لا يمكن القضاء عليها بالقصف”، بحسب تصريحات مسؤولين إيرانيين.
لا يمكن الجزم بعد في ما اذا كانت اوسلو ستشهد هذا الاسبوع اجتماعا إيرانيا – أميركيا ام لا. لكن الاكيد، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” ان الطرفين راغبان بالجلوس الى الطاولة من جديد، خاصة ان طهران ادركت ان البديل من الحوار هو “النار”. الضمانات التي تطلبها الجمهورية الإسلامية قد لا تحصل عليها بالشكل الذي تتمناه، الا ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيبلغها انه سيتكفل بردع نتنياهو عسكريا، طالما ان ايران لا تتجاوز الخطوط الحمر نووياً. والحال، ان ترامب سيطلب من “بيبي” خلال لقائهما اليوم في البيت الأبيض، هذا الانضباط، على ان يضمن في المقابل، صفر تخصيب لليورانيوم، من قِبل طهران. هذه المعادلة، ستؤمّن على الارجح، عودة إيران الى المفاوضات. وما ستتفاوض عليه هو امكانية الاستمرار في العمل النووي بعيدا من السلاح واليورانيوم، واذا التزمت، سيتم رفع العقوبات الاقتصادية عنها. اما اذا رفضت طهران اقتراحات ترامب وعروضه للعودة إلى الطاولة، فإن ايران ستفقد الفرصة المتاحة امامها اليوم لتخفيف طوق العقوبات عنها وللابقاء على صناعتها النووية السلمية، تختم المصادر.