
كتب يوسف فارس في المركزية:
بالتوازي مع الضغوط السياسية والدبلوماسية والعسكرية التي تمارس على لبنان لوضع مهل زمنية لتسليم السلاح وحصره بيد الدولة وحدها ترجمة لما جاء في خطاب القسم لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والبيان الوزاري للحكومة، بدا لافتا ما اعلنه الموفد الأميركي الى لبنان توم برّاك من ان الحرب بين إسرائيل وايران تمهد لطريق جديد في الشرق الأوسط، معتبرا ان اتفاقات السلام بالنسبة الى سوريا ولبنان مع إسرائيل باتت ضرورة .
وقال ان الرئيس السوري احمد الشرع أشار الى انه لا يكره إسرائيل وانه يريد السلام على الحدود معها . اللافت ان تصريحات برّاك هذه تزامنت مع أخرى مماثلة للرئيس دونالد ترامب اكد فيها ان دولا عدة تريد الانضمام الى اتفاقات ابراهام . لا اعرف ان كانت سوريا ستوقع اتفاق تطبيع مع إسرائيل لكنني رفعت العقوبات عنها وقد نرفعها أيضا عن ايران اذا أبدت حسن النية .
جدير بالذكر ان توقيع الشرع اتفاق سلام مع إسرائيل بات محسوماً وهو مسألة أسابيع او اشهر معدودة وان ضغوطا كبرى تمارس على لبنان ليسير مع سوريا او بعدها بفترة قصيرة باتفاق مماثل . وقد تم مطلع العام الجاري وضع سقف زمني لمحاولة توقيع هذين الاتفاقين . لذلك من غير المستبعد ان تتكثف الضغوط على لبنان وتتخذ اشكالا شتى لضمان تنفيذ الخطة الاميركية وفق المهل الزمنية الموضوعة .
النائب السابق لرئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي يقول لـ “المركزية” في هذا الصدد انه يتابع موقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من موضوعي تسليم السلاح والالتحاق بالاتفاقيات الابراهيمية . بالنسبة الى قضية حصر السلاح بيد الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية نحن خلف الرئيس واعتماده الحوار سبيلا للوصول الى ذلك، سواء في ما خص سلاح حزب الله او المخيمات .الرئيس يعمل أيضا مع العالمين العربي والغربي لحمل إسرائيل على الانسحاب من النقاط الخمس التي تحتلها وجزء من الأراضي اللبنانية المحاذية للحدود . فخامته يطالب بجدول زمني قصير المدى لاتمام ذلك على قاعدة الخطوة خطوة ، كأن تتخلى اسرائيل عن المرتفعات مقابل الإعلان عن برنامج لتسلم الدولة السلاح على انواعه وصولا الى انسحابها الكامل ومن ثم اطلاق الاسرى وتثبيت الحدود بعد حل النقاط الخلافية . السؤال هل تل ابيب مستعدة لذلك . الأمور مرهونة بمدى قابلية إسرائيل لوقف عدوانها . السلاح نتيجة وليس سببا سواء في لبنان ام في فلسطين المحتلة . بإزالة السبب ينتفي الغرض من وجوده .
اما بالنسبة الى الالتحاق بالسلام كما تدعو اميركا نحن أيضا وراء فخامة الرئيس الذي اكد مجددا امس رفضه للتطبيع مع إسرائيل. فقبل الحل العادل للقضية الفلسطينية لا مجال لذلك . المطلوب موقف وطني موحد لمواجهة الضغوطات . لبنان قادر اذا ما صفت النيات لكن اجدالامر صعبا اليوم .