
حذّر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، من الانجرار خلف ما وصفه بـ”وهم الحماية الإسرائيلية”، مؤكداً أن تل أبيب لا تحمي أبناء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء السورية، بل تستغل بعض ضعفاء النفوس والعقول لتبرير تدخلاتها العسكرية في الجنوب السوري.
وفي اتصال هاتفي أجراه مع التلفزيون السوري الرسمي مساء الأربعاء، شدد جنبلاط، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، على أن “إسرائيل لا تسعى لحماية الدروز كما تدّعي، بل تستخدم البعض لترويج هذه الأكاذيب، كما فعلت سابقاً في لبنان، وهو ما أدى إلى كوارث الحرب الأهلية”.
وأشار إلى أن التواصل جارٍ مع وزيري الخارجية والداخلية في سوريا، بهدف تهدئة الأوضاع في محافظة السويداء، التي شهدت خلال الأيام الماضية مواجهات دامية بين جماعات مسلحة من أبناء الطائفة الدرزية والبدو، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا. وأكد جنبلاط أن “الدور المركزي في تهدئة الأوضاع يقع على عاتق الإدارة السورية”، داعياً إلى “فتح حوار واسع مع فعاليات السويداء لتفويت الفرصة على من يسعون لتأجيج الفتنة”.
وتأتي تصريحات جنبلاط بعد ساعات من غارات جوية إسرائيلية استهدفت أكثر من 160 هدفاً في محافظات السويداء ودرعا ودمشق وريف دمشق، وأدت إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 28 آخرين، بحسب وزارة الصحة السورية.
في سياق متصل، كانت قوات من الجيش السوري قد دخلت إلى السويداء بداية الأسبوع الجاري، لإعادة فرض الأمن بعد تصاعد التوترات. وتزعم إسرائيل أن تدخلاتها تهدف إلى “حماية الدروز”، في محاولة لتبرير تحركاتها العسكرية، غير أن وجهاء الطائفة الدرزية في سوريا أكدوا في بيان مشترك رفضهم لأي تدخل خارجي، وتمسّكهم بوحدة الأراضي السورية، ورفضهم لأي دعوات للانفصال أو التقسيم.
يُذكر أن وليد جنبلاط كان دائماً من الأصوات التي حذّرت من استخدام الطائفة الدرزية كأداة في الصراعات