سلايدات

حرب السويداء.. ساحة صراع تركي – إسرائيلي بلا فائز

في تطور ميداني خطير، تحول الجنوب السوري، لا سيما محافظة السويداء، إلى ساحة حرب بالوكالة بين تركيا وإسرائيل، لا يخدم أحدًا لا سوريا ولا شعبها المُنهك.

وكشفت مصادر في صحيفة “الديار” أن الهجمات الأخيرة تمثّل تجسيدًا لحرب بالوكالة، يجتمع فيها الطموح التركي والرغبة الإسرائيلية في السيطرة على المنطقة، حيث تسعى تل أبيب إلى إقامة حكم محلي درزي يخضع لسيطرتها، لضمان وجود “منطقة عازلة” تحمي أمنها جنوبي سوريا

التحليلات تشير إلى غياب فائز حقيقي من هذا الصراع، فالضربات الإسرائيلية والعنف الداخلي أوقعا آلاف الضحايا وطالت المؤسسات والمواطنين السوريين، بينما لم تحقق واشنطن أو حلفاؤها أي انتصار سياسي أو عسكري مجدٍ

وسط هذه المواجهات، دخلت القوات الحكومية بدرجة أكبر إلى السويداء، معلنة إجراءات أمنية، لكن ذلك لم يُسهم سوى في تفاقم الأوضاع، وسط غارة جوية جديدة على دمشق من قبل إسرائيل، دخلت حيز التنفيذ محاولات تركية لضبط الوضع عبر “اسيطر كامل” للدولة السورية

واكدت مصادر ديبلوماسية خليجية موثوق بها للديار، ان قرار الدخول العسكري الى السويداء لم يكن قرارًا فرديًا من الحاكم السوري احمد الشرع، بل هو نتيجة تفاهم بين قيادة احدى الدول الخليجية من جهة وتركيا من جهة اخرى، وبعد الاتصال مع بعض اركان الادارة الاميركية لوضعها في هذه الاجواء، وعلى اساس ان هذه الادارة تريد انهاء كل الاوضاع «الشاذة» على الارض السورية.

واضافت المصادر ان الطرفين العربي والتركي وكذلك الطرف السوري، وقعوا في الفخ «الاسرائيلي»، دون ان يأخذوا في الاعتبار رأي بعض الحكومات الاوروبية بأن ما تسعى اليه حكومة بنيامين نتنياهو من سورية يتعدى كثيرا، وبأبعاد توراتية تلمودية، ما يسعى اليه الخليجيون والاتراك، وحتى بعض اعضاء الفريق الرئاسي الاميركي الذين كانوا يراهنون على انخراط دمشق في «دومينو» التطبيع، ما يستتبع قيام دول اخرى بالخطوة ذاتها.

اكدت مصادر اعلامية وسياسية عربية أن اجتماعا عقد خلال الاسبوعين المنصرمين بين مسؤولين عسكريين واستخباراتيين «اسرائيليين» وبين مسؤولين في قوات سورية الديموقراطية (قسد) التابعة للاكراد، حيث اكد الجانب «الاسرائيلي» على الوصول الى دولة كردية شمال شرق سورية، مع امكان توسيع مساحتها بمساعدة الدولة العبرية اذا اقتضى الامر.

تحولت السويداء إلى مسرح صراعات إقليمية تُفتَح على حساب المدنيين، ولم يخرج منها أحد رابحًا: ميليشيات تركية لا تثبت، إسرائيل تُحقّق مواقف مؤقتة، والدولة السورية تُصارع لاستعادة سلطة مهتزة. بينما يبقى الخاسر الأكبر: الشعب السوري.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى