
كتب يوسف فارس في المركزية:
يُعوّل المتابعون للتطورات المحلية والإقليمية على التواصل السعودي – الإيراني وعودة المفاوضات بين واشنطن وطهران في ضوء المفاوضات الإيرانية – الأوروبية كي تفضي الى تسوية في الإقليم ترخي بظلالها على الوضع اللبناني لجهة إرساء هدنة سياسية طويلة في لبنان وضغوط أميركية – فرنسية – عربية جدية على إسرائيل للانسحاب من الجنوب ووقف الخروقات، ما يفتح الباب امام تسوية وطنية لمسألة السلاح تقوم على استراتيجية أمنية تعمل فرنسا على تحقيقها لمنع أي انفجار داخلي يهدد الاستقرار في لبنان بموازاة مساع فرنسية مع السعودية على هذا الصعيد ومساع أخرى على صعيد وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان . لكن اوساطاً دبلوماسية أوروبية تستبعد حلولا قريبة للوضع على الحدود الجنوبية في ظل تمادي إسرائيل بعدوانها والمضي بمخططاتها حتى النهاية على مستوى المنطقة برمتها اذ ترى حكومة نتنياهو فرصة ذهبية وتاريخية بفرض مشروع دولة إسرائيل الكبرى بدعم أميركي مطلق وصمت عربي واممي مطبق، حيث ردت تل ابيب على المواقف والمقررات في القمة العربية – الإسلامية باطلاق عملية الاجتياح البري لغزة والمضي بحرب الإبادة والتوسع في سوريا واستمرار الاغتيالات في لبنان . وكشفت الأوساط عن مؤشرات إقليمية وإسرائيلية لتوسيع العدوان الإسرائيلي على لبنان خلال الأسابيع المقبلة مع احتمال تقدم بري في الجنوب او البقاع، حيث ان توقيت هذه الحرب مرهون بالانتهاء من حرب غزة وتجميع بنك اهداف امني واستخباراتي وتقني ضد حزب الله وقدرة الحكومة اللبنانية على تنفيذ قرارها بحصرية السلاح بيد الدولة .
النائب السابق لرئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي يرى عبر “المركزية” في دعوة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لحوار مع المملكة العربية السعودية انعكاساً للايجابية المتسمة بها المحادثات بين الرياض وطهران التي على ما يبدو سلّمت في الأوراق الأساسية للمملكة . هناك حاجة ماسة للحوار سواء على المستوى المحلي او الإقليمي وحتى العالمي . استكمال المسار التقاربي في المنطقة سيمكّن السعودية من لعب دور الراعي مجددا للبنان كما في العام 1992 وادى الى وقف الحرب وقيام اتفاق الطائف . المرجح اليوم ان يكون لها ذاك الدور المركزي في تحقيق الانسحاب الإسرائيلي من لبنان وفي قيام استراتيجية الامن الوطني بحيث تكون الدولة صاحبة الكلمة والقرار .
ويختم لافتاً الى ما قاله الموفد توم براك برفقة وفد الكونغرس الأميركي في زيارته الاخيرة للبنان عن الخط السعودي – الإيراني الذي يرتسم وانعكاسه إيجابا على لبنان . الذي بحسب الفرزلي سيصطدم بإسرائيل واطماعها في لبنان والمنطقة، نافياً علمه بمحادثات إيرانية – أميركية تجري تحت الطاولة .