
قال مكتب الاغتراب المركزي في الحزب التقدمي الاشتراكي، في بيان خاص لموقع “ليبانون عاجل”، إن المواقف التي أطلقها الزعيم الوطني وليد جنبلاط بشأن التطورات الأخيرة في السويداء تعبّر عن عمق الرؤية وصدق الانتماء، وتؤكد مجددًا أن القيادة لا تُقاس بالشعبية اللحظية، بل بالقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة في اللحظات المصيرية. وجاء في البيان:
في بلدٍ تحكمه الانفعالات، ويُساق فيه الناس إلى حروب لا تشبههم، وقف وليد جنبلاط مرةً جديدة في وجه التيار، لا ليكسب تصفيقًا ولا ليحجز مقعدًا، بل ليحمي طائفته، بل ليحمي لبنان.
نعم، اختار وليد جنبلاط موقفًا صعبًا من أحداث السويداء. موقفًا لا يُرضي الغرائز، لكنه يُرضي الضمير. موقفًا لا يُبهر من يبحث عن العناوين الصاخبة، لكنه يُريح قلب أمٍ تخاف على ابنها، وضمير من لا يريد أن يُساق الدروز في لبنان إلى محرقة جديدة.
أيّ عقلٍ يجرؤ على الوقوف وسط هذه العاصفة؟
أيّ قائد يختار أن يخسر من رصيده الشعبي ليُبقي دم الشهداء مرفوعًا لا مستهلكًا؟
وليد جنبلاط لم يكن يومًا في موقع الهروب من المسؤولية. حمل السلاح حين فُرض القتال، ومدّ اليد حين حانت المصالحة، وبنى حيث هدم الآخرون. وها هو اليوم، يتقدّم بقرار شجاع، دفاعًا عن مستقبل الدروز، عن وحدة لبنان، عن كرامة جبلٍ دافع عن الأرض، لا عن أجندات غريبة.
لم يمنع أحدًا من أن يذهب للسويداء، لم يُقفل الأبواب، لكنه رفض أن يبيع دم الشهداء على منابر الاستثمار السياسي. رفض أن يجعل دم بني معروف وقودًا لحرب الآخرين. لم يشكّك بألمهم، بل قرأ ما بعد الألم، وسأل: أين ستكون إسرائيل التي صفّقت اليوم، حين يأتي الغدر غدًا؟ وأين سيقف الدروز في معادلة ملوّثة بالسلاح، بالفتن، وبالخيانة؟
هل نسي هؤلاء أن وليد جنبلاط هو ابن كمال جنبلاط؟
هل نسوا أن هذا الجبل كُتب اسمه بالدم؟ أنّ الشهيد الأول كان كلمة، وأن المقاومة لم تبدأ بالبندقية بل بالموقف؟
هل يظنون أنّ الزعيم الذي حمل إرث المختارة على كتفيه سيتنازل عنه اليوم خوفًا؟
بل لأنه يعرف أن الزعامة الحقيقية هي أن تقول “لا” حين يصرخ الجميع “نعم”، فقط لأنك ترى الهاوية ولا تريد لأهلك أن يسقطوا فيها.
الرحمة لشهداء السويداء الأبطال، الذين ببطولتهم كتبوا المجد،
والوفاء لزعيمٍ لم يشأ أن يُسلّع دمهم، بل أراد أن يبقى صوتهم نقيًا، طاهرًا، كما ارتقوا.
الزعامة الحقيقية ليست في أن تُرضي الجميع، بل أن تُرضي ضميرك، وتبقى واقفًا حين يركع الآخرون.
وليد جنبلاط فعلها مرةً جديدة