سلايدات

بين مذابح التعصّب ومذبح الزواج… الشرٌ يحكم !

كتبت بولا خباز

بينما حديث الساعة يدور حول زفاف نجل المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب، الشاب سيليو صعب، من الأردنية الجميلة زين قطامي، بحضور السيدة الأولى ووجوه لبنانية وعربية وعالمية في بكركي، حيث أعلنهما البطريرك بشارة بطرس الراعي زوجًا وزوجة في مراسم مهيبة، واحتفال لثلاثة أيام بجمال الحدث بين فقرا وبكركي وصلت أصداؤه إلى الدول العربية والعالم، هناك… خلف هذا الفرح العارم،طفت إلى السطح كمية هائلة من التعليقات المؤلمة والمشحونة بالطائفية والتعصّب والعدائية، وكأننا لم نتعلم شيئًا، ولن نتجاوز أبدًا هذه العقلية الإقصائية!

مصدومة يا اصدقائي من كمية الشر عند البشر
تساءل البعض:

“أليست زين مسلمة أردنية؟ كيف يتم زواجها داخل كنيسة؟”

“كيف يبارك أهلها هذا الزواج؟ أليس باطلًا؟”

“هل هو زواج مصلحة وشهرة؟ وكيف يقبل سيليو بذلك؟”

وذهب البعض إلى أبعد من ذلك، باتهام البطريرك الراعي نفسه، بشكل مباشر سائلين: “كيف يوافق على تزويج شابين من دينين مختلفين داخل بكركي، رمز المارونية؟”

“هل تعمّدت زين؟ هل تخلّت عن أهلها وطائفتها؟ هل تستحق القتل؟”

أي هذيان هذا؟
أي فكر مظلم يدفع البعض لتحليل حياة الآخرين والتشكيك في نواياهم وقراراتهم، بل والتلويح بالتحريم والعنف والنبذ؟
ما شافوا شي جميل؟ في زفاف بياخد العقل!

هذان الشابان، سيليو وزين، ارتبطا منذ عام 2021، وبنَيا علاقتهما على الحب والاحترام، وتوصلا إلى تفاهمات ترضي الطرفين والأهل، وتم كل شيء بشكل خاص وبمراعاة لجو الشهرة العام، وقررا معًا أن يؤسسا عائلة. فما شأن الآخرين بكل ذلك؟ لماذا هذا التطفل المؤلم والتعليقات الجارحة؟ ألا ندرك أن ما نكتبه ونقوله قد يُدمّر نفسية أشخاص ويؤذيهم
بلا سبب؟ التعليقات الجارحة لا تؤذي فقط المعنيين بها بل تطال من يقرأ ويتصفح مواقع التواصل.
هل علينا ان نفتش عن الشر في خبر زواج كله حب
ونتبرّأ من كل من يختار طريقًا مختلفًا، حتى لو لم يؤذِ أحدًا؟
بكركي جمعت قلبين بحب فالف مبروك وخلص الباقي ما خصنا فيه!

المؤلم أكثر أن هذه الأصوات ليست قليلة. فكيف نُفاجأ بتفشّي الطائفية حولنا، بينما في السويداء، تُذبح الطائفة الدرزية الكريمة تحت أنظار العالم؟ في مسرحية كبيرة مخطط سياسي متفق عليه لكن الشعب هو مكسر عصا!! كيف نُقنع أنفسنا أننا متطوّرون ومتسامحون، في حين نظهر بأول مناسبة وجهًا آخر: نُحلل القتل، ونُحرّض، ونشتم، ونُهاجم رجال الدين.

كل الصور والفيديوهات المنتشرة عن احداث السويداء تبكي الحجر! انا اتكلم عن الانسانية وهذه المشاهد حيوانية وشيطانية!!!!

كل الأديان تدعو للمحبة وتقبّل الآخر.
النوايا الصافية تهدئ النفوس، وتُريح القلوب… المحبة بتعدي!
أما النفاق… فهو العدو الأكبر.
من الواضح ان المجتمع يعيش في تمثيل مستمر، يلبس أقنعة الطيبة بينما يضمر الكره، يُتاجر بالدين والسياسة، ويستخدم الوحشية لإلغاء الآخر.
فماذا بعد؟
هناك حقيقة مؤكدة:
الشر موجود، أينما كان… حتى لو لبس وجوهًا طيّبة لبعض الوقت.
الشر موجود بكمية اكبر من المحبة وهذا مؤلم جدا…
ان الشر هو من يحكم!!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى