
في ليلة أسطورية ساحرة، لا تُنسى، عاد الأرز ليحكي قصة الوطن على وقع خطوات “ميّاس”، التي أبهرت الآلاف بعرضها الفني الرفيع خلال افتتاح مهرجانات الأرز الدولية، بعد غياب قسري دام خمس سنوات بفعل الأزمات المتلاحقة التي عصفت بلبنان.
فوق كتف جبل الأرز، وبين همسات الصنوبر ونبض الأرض، قدّمت فرقة “مياس” العالمية عرض “العودة”، الذي جسّد بأسلوب بصري ساحر سيرة حياة إبن بشري الخالد جبران خليل جبران، مستعينةً بالصوت الجبلي ملحم زين، الذي أضفى عمقاً وجدانياً على المشهد الغنائي، إضافة إلى عمار شلق وبديع أبو شقرا اللذين قدّما جبران في مراحل عمرية مختلفة، وسينتيا كرم التي أبدعت هي وحشد كبير من الممثلين والراقصين اللبنانيين.
حضر الحفل جمع سياسي وثقافي رفيع المستوى، على رأسه السيدة الأولى نعمت جوزيف عون، غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، رئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وعقيلته السيدة ستريدا جعجع، رئيسة لجنة مهرجانات الأرز الدولية، إلى جانب عدد كبير من الوزراء والنواب والسفراء والإعلاميين والمثقفين والجمهور اللبناني العاشق للفن والجمال.
لم تعد الإبهار كلمة كافية لوصف ما يقدّمه نديم شرفان وراقصاته المبدعات ، فـ”مياس” التي وصلت إلى العالمية لم تنسَ يوماً جذورها. وعلى هامش مشاركته في المهرجان، قال شرفان:
“مهما كبرنا، ومهما وصلنا، وأينما رقصنا وحللنا وعرضنا، يبقى الطعم الألذ وتبقى الرعشة الأجمل تلك التي نشعر بها أمام جمهورنا اللبناني.”
في تلك الليلة، لم يكن العرض فقط استعراضاً للمهارة، بل كان احتفالاً بالحياة، وصرخة أمل، ورسالة حب انطلقت من أرز لبنان وستجول أصقاع الأرض مع جبران خليل جبران وكتابه الخالد “النبي” وقصته التي تقشعر لها الأبدان.
مع نهاية العرض في الأرز ، قال أحد الساهرين جملة اختصر فيها الكثير.. قال: ميّاس… أنتِ المجد حين يرقص!