
ولا يخفي بعض هؤلاء خشيتهم من محاولات اسرائيل عرقلة عملية اعادة تقوية النظام الجديد، بهدف ابقاء سوريا دولة ضعيفة ومقسمة، بسهل التدخل بشؤونها، ولا تشكل اي مخاطر مستقبلية على الحدود الفاصلة في منطقة الجولان. ولكن ما يبدد بعض هذه المخاوف، سرعة التحرك الاميركي الذي يتولاه الموفد توم براك، وبدعم عربي واسع وبدفع تركي على كل المستويات، ماينعش الامال باعادة سوريا على سكة المعافاة التي كانت عليها، قبل احداث السويداء المؤسفة، باحاطة عربية ودولية ملحوظة .
ويلفت هؤلاء السياسيون الى ان نجاح الجهود والمساعي المبذولة حاليا، لانهاء ذيول احداث السويداء وتداعياتها، فيه مصلحة لسوريا كلها، كما للبنان ايضا، لاسيما بعد محاولة اكثر من جهة نقل تفاعلات وشرور هذه الاحداث الى لبنان، ولكن وقوف الدولة والفاعليات السياسية والدينية مع بعضهم البعض، افشل هذه المحاولات وقطع الطريق عليها.
اكثر من ذلك، يعترف هؤلاء ان احداث السويداء، اثرت بشكل ملحوظ على مواقف حزب الله، من مطلب الولايات المتحدة لتسليم سلاحه الدولة اللبنانية، ووفرت له بشكل غير مباشر ذريعة لرفض هذا المطلب، بحجة وجود مخاطر محدقة بالحزب وبيئته،جراء الاحداث الدموية التي تخللتها واستهداف السوريين على اسس مذهبية .
ولذلك، تبقى الانظار والاهتمامات مركزة على مصير النظام السوري، بعد الاهتزازات القوية التي تعرض لها، وما اذا تريد الادارة الاميركية بالفعل اعادة العافية اليه من جديد، ام انها تتماهى مع اسرائيل لابقاء سوريا ضعيفة؟