
خاص ليبانون عاجل – من السويداء
قال الصحفي رفعت الديك في تصريحات خاصة لـ”ليبانون عاجل” إن قضية السلاح في السويداء لم تعد مرتبطة بشخص شيخ العقل أو المرجعيات الدينية، بل باتت “مسألة تخص أبناء الجبل”، مشيرًا إلى أن “حتى الشيخ الهجري لا يستطيع أن يأمر بسحب السلاح، لأنه لا يملكه أصلًا، بل هو بيد الأهالي، وهم اتخذوا قرارًا جماعيًا بعدم التخلي عنه في ظل واقع أمني هش وتهديدات وجودية واضحة”.
وأضاف الديك أن الموقف الشعبي في السويداء كان نتيجة وعي تام بمخاطر دخول الجيش السوري وأجهزة الأمن إلى المحافظة، وهو ما “كان سيؤدي إلى دمار شامل شبيه بما حصل في الساحل ومناطق أخرى”، على حد قوله.
وأشار إلى أن “مجزرة السويداء الأخيرة وما سبقها من أحداث دموية، ليست سوى جزء من مخطط أوسع لتطبيق اتفاق دولي غير معلن، يقضي بتحويل الجنوب السوري إلى منطقة عازلة، بضمانات أمريكية وإسرائيلية، مقابل بقاء النظام السوري في الحكم”، بحسب تعبيره.
وتحدث الديك عن مؤشرات حكم ذاتي في السويداء تشمل تشكيل مجالس محلية وقوى أمنية محلية تدير شؤون المنطقة، مع استمرار الحكومة المركزية في تقديم الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه ودفع رواتب الموظفين، لكن دون تدخل أمني أو إداري مباشر من دمشق.
كما أشار إلى أن “هناك مخططًا لإنشاء معبر بري يربط السويداء بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرق البلاد، يُعرف إعلاميًا بـ‘معبر داوود’، تحت إشراف إسرائيلي غير مباشر”.
وختم الديك بالتأكيد على أن “ما يحدث اليوم هو انفصال مجتمعي وأخلاقي بين السويداء وسوريا، وليس مجرد انفصال جغرافي”، مضيفًا أن “كل ما يجري حاليًا ما هو إلا تفاصيل لتطبيق اتفاق أكبر، يتجاوز حدود المحافظة ويتعلق بمستقبل سوريا بالكامل”