سلايدات

حصار “التركيع” تنتهجه سلطة دمشق… ماذا يحصل في السويداء؟

ليست غزة وحدها المحاصرة في عالم متوحش، فمحافظة السويداء في سوريا، وبعد الاشتباكات الدامية وانسحاب الأمن منها، تتعرض لحصار شديد، سواء لجهة الكهرباء أو حتى دخول المواد الغذائية إليها، مما ينذر بوضع مأزوم قد يصل إليه السكان، وهدفه واضح: تركيع المحافظة وتخييرها إما بعودة رجال أمن السلطة إليها أو تجويعها.

هذا الواقع ينقله عضو مؤتمر الحوار الوطني في سوريا جمال درويش، الحصار الذي تعاني منه محافظة السويداء منذ 13 يومًا يمشي إلى عض أصابع بين الحكومة وأهل السويداء؛ فإما أن يدخل الأمن مرة أخرى، وإما أن تبقى السويداء محاصرة. لكن، للأسف، بدأت تداعيات الحصار تظهر من خلال احتياط المواد الغذائية.

ويكشف أن مدير مركز المطاحن قال له إن الاستراتيجي من الطحين يكفي لعشرة أو 12 يومًا كحد أقصى، متسائلًا “ماذا بعد ذلك؟”، لا سيما أن هناك مرضى سرطان بما يقارب الـ400 بحاجة إلى جرعات من العلاج وبدأ قسم منهم يموتون، وكذلك وضع مرضى غسيل الكلى. بمعنى أن الحصار على السويداء هو من أجل تركيعها، فهناك حصار من الأجهزة الأمنية السورية على كل معبر للمحافظة.

ويوضح أن فريقًا من الإعلاميين الغربيين حاولوا الدخول إلى المحافظة من جهة اليمين لنقل الصورة الواضحة عن الوضع فيها، وكان الأهالي طالبوا بدخولهم بعد أن عمد إعلام السلطة إلى تجاهل ما يجري، لا بل غطى وضلل بالمحتوى الذي نقله، لكن تم منع الصحافيين الغربيين من الدخول فعادوا إلى دمشق، بدون أن يتمكنوا من الدخول.

ويشير إلى أن مدير غرفة الصناعة والتجارة كشف عن تراجع في المخزون الغذائي، لا سيما في بعض المواد التي تستهلك يوميًا مثل حفاظات الأطفال والحليب والسكر والأرز، والتي بدأت تنضب، وبدأ التراجع الحاد في مشتقات المحروقات، لا سيما المازوت الذي يشكل العامل الأساسي في صناعة الخبز وتشغيل المؤسسات والمستشفيات. لذلك، فإن السويداء تعاني من حصار لتركيع وتجويع الناس.

لكن اللافت أنه رغم الحصار، لم يلجأ التجار إلى الاحتكار، حتى أن بعض “السوبرماركت” وضعت لافتات لمن لا يستطيع الدفع ليأخذ حاجته من المواد الغذائية مجانًا، في صورة جيدة عن التكافل الاجتماعي في المحافظة، حتى الأسعار لم تشهد ارتفاعًا ملحوظًا.

أما عن الوضع الأمني اليوم في بعض قرى المحافظة، فلا يخفي أنه بعد وقف إطلاق النار الذي انتهى أول أمس، هناك بعض الاختراقات للهدنة، فهناك نقاط ساخنة تستمر، ففي أول أمس تم قصف الأحياء الغربية من مدينة السويداء، وغالبًا ما تجري اشتباكات في القرى المتاخمة للحدود مع دمشق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى