
كتبت لورا يمين في المركزية:
قدّمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، نهاية الأسبوع الماضي، مذكرة احتجاج رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، طالبت فيها بموقف دولي حازم تجاه ما وصفته بـ”التدخلات الإيرانية السافرة” في الشأن اليمني، ودعمها المتواصل للحوثيين في انتهاك لقرارات مجلس الأمن. وأوضح وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني، في المذكرة التي وجهها إلى رئيس مجلس الأمن المندوب الباكستاني عاصم افتخار أحمد، وسلّمها مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي، أن قوات المقاومة الوطنية وخفر السواحل ضبطت في 27 حزيران الماضي شحنة أسلحة إيرانية متطورة تزن نحو 750 طناً كانت في طريقها إلى الحوثيين.
واتهمت الحكومة اليمنية طهران بتأجيج الصراع ودعم الهجمات الإرهابية على المدن والبنية التحتية اليمنية والإقليمية، وتهديد الملاحة الدولية، داعية مجلس الأمن إلى إدانة صريحة لهذه الانتهاكات، وتشديد الرقابة، وفرض عقوبات على المتورطين، وتحميل ايران المسؤولية.
رغم الرفض الداخلي والضربات الخارجية الأميركية والإسرائيلية للحوثيين، هم يستمرون في التصعيد العسكري، تارة يقصفون المرافق الحيوية الإسرائيلية وطورا يصادرون السفن التجارية في البحر الأحمر. أمس، هدد الحوثيون باستهداف أية سفينة تابعة لشركات تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية بغض النظر عن جنسيتها، وذلك في إطار ما أطلقوا عليه “المرحلة الرابعة من عملياتهم العسكرية ضد إسرائيل”. وقال المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان إن الشركات التي ستتجاهل التحذيرات ستتعرض سفنها للهجوم بغض النظر عن وجهتها، وفق رويترز. وتابع: إذا لم تستجب الشركات، فسوف تتعرض سفنها للاستهداف في أي مكان يمكن الوصول إليه أو تطاله صواريخنا ومسيراتنا”. وأردف أن “العمليات العسكرية” ستتوقف فور وقف الحرب على غزة ورفع الحصار عن القطاع الفلسطيني.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” بات واضحا ان الحوثيين “بيدق” تُحركه ايران. هي تمدّهم بالسلاح والمال، وبالتالي هي مَن “تأمرهم” بما أن “مَن يعطي يأمر”، بحسب قولٍ فرنسي.
بعد ان فقدت حزبَ الله والنظام السوري، تشير المصادر الى ان في جعبة طهران، بقيت ورقة الحوثي. هي تستخدمه أولا لأغراض شعبوية، لتظهر انها لا تزال تفعل ما بوسعها، لنصرة غزة. فمتى توقف التصعيد الإسرائيلي ضد القطاع، يوقف الحوثيون عملياتهم العسكرية. كما انها تستخدمهم اليوم لإزعاج إسرائيل وتعكير أمن الملاحة البحرية، فتفاوضَ عليهم الأميركيين في المستقبل. بمعنى، ماذا ستعطوننا مقابل ضبط الحوثيين؟
الأميركيون، وفق المصادر، لن يدخلوا في هذا البازار وسيطلبون حل هذه الذراع العسكرية الإيرانية، كما يطلبون لبنانياً مع حزب الله. فالرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يقبل بأنصاف حلول في الشرق الأوسط بعد اليوم، تختم المصادر.