
كتب يوسف فارس في المركزية:
لم تسفر الزيارة الثالثة للموفد الأميركي الى لبنان وسوريا توم براك عن ايجابيات وتفاؤل خصوصا وقد أتت في وقت تغلي فيه المنطقة . من الاحداث التي تعيشها سوريا وارتداداتها على الساحة اللبنانية ، الى عودة التصعيد الكلامي على الجبهة الإيرانية فيما يراوح الوضع في غزة مكانه ما ينذر بمضاعفات على مستوى الشرق الأوسط ككل الخاضع لاختبارات بالغة الخطورة تستهدف وجود اقلياته . بالتالي حدود دوله التي رسمها اتفاق سايكس – بيكو فيما المطلوب من لبنان الذي يعاني أصلا من وضع هش ان ينهض بمؤسساته الرسمية ويعزز امنه واستقراره بمعزل عن هذا الغليان .
جدير انه وسط هذه الأجواء المتوترة تتطاير الأوراق والملاحظات على خط واشنطن – بيروت . بنود تبقى وأخرى تزاد بحسب تقلبات المواقف تواكبها جولات مكوكية لم تنته الى حسم ، تقطعها جرعات امل غير مستندة الى اي معطى عملي وملموس وتسويق رسمي بأن الأمور “ماشية” وفق الخطة المرسومة بعيدا من الفولكلور والضوضاء حرصا على تنفيذها بهدوء وروية من دون استفزاز أي فريق لبناني . والمهم “اكل العنب لا قتل الناطور” .
عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله يقول لـ “المركزية” في السياق ان إسرائيل للأسف قد نجحت في زعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها . أولا من غزة حيث تستمر بارتكاب المجازر في حق الشعب الفلسطيني في عملية إبادة قتلا وتجويعا مفروضة وسط سكوت عالمي مستغرب . ثانيا مرورا بسوريا حيث تحتل وتقصف وتغذي الطائفية بهدف تقسيمها الى دويلات متناحرة . درزية وكردية وعلوية. أيضا في غياب عالمي عما يرتكب من مخططات ترمي الى اسقاط اتفاق سايكس – بيكو وتغيير خارطة الشرق على ما صرح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو .
ويتابع : وسط هذه المشهدية المقلقة والخطيرة لا يبدو الحراك السياسي في لبنان على المستويين الرسمي والقيادي فاعلا ونشيطا بل بطيئا ، كأن الأمور تراوح مكانها في حين المطلوب دق النفير العام للتحرك داخليا وخارجيا لمواجهة المخططات الإسرائيلية وتحصين لبنان حيالها. اما بالنسبة الى زيارة برّاك فهي حملت الشيء ونقيضه ولم تتسم بالايجابية انما مضى ابعد من ذلك .انطوى كلامه على تهديد ووعيد . الغريب ان واشنطن رفضت تقديم ضمانات أميركية وإسرائيلية لوقف النار وتركت الحبل على غاربه لتل ابيب لاستهداف لبنان ساعة تشاء .
ويختم مشيدا بوعي العقلاء والحكماء لتمرير هذه المرحلة الشديدة الخطورة على لبنان، داعيا اللبنانيين الى التكاتف والتضامن لان اسرائيل لن تتركنا بحالنا ، ستعمل المستحيل لضرب الوحدة الوطنية العصية على مخططاتها حتى الان .