
كتبت لورا يمين في المركزية:
أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، مساء الاثنين، أن عدداً من الدول يسعى للاعتراف بدولة فلسطين، مؤكداً أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هو حق مشروع للشعب الفلسطيني. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي جمع الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، في ختام اليوم الأول من المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية سلمياً وتنفيذ حل الدولتين، الذي يُعقد برئاسة مشتركة سعودية – فرنسية في نيويورك. وأكد بن فرحان أن مؤتمر حل الدولتين يعكس توافقا دوليا واسعا بأن إنهاء الصراع الممتد في فلسطين يتجسد بالتنفيذ الفعلي لحل الدولتين وفقاً لأسس قرارات الأمم المتحدة ومبادرات السلام العربية، فضلاً عن مبدأ الأرض مقابل السلام. وكشف أن بلاده بالتعاون مع فرنسا “عازمان على تحويل التوافق الدولي تجاه تحقيق الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية إلى واقع ملموس، مشدداً على ضرورة إنهاء الصراع وتجسيد الدولة الفلسطينية وتحقيق سلام عادل وشامل يحفظ السيادة والأمن لشعوب المنطقة كافة. أضاف أن “السلام بين فلسطين وإسرائيل مدخل أساسي لتحقيق سلام إقليمي شامل”، مجدداً الدعم الكامل للجهود المصرية والقطرية والأميركية لإعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار والرفض القاطع لمحاولات فصل غزة عن محيطها، أو احتلالها، أو حصارها.
ورغم مقاطعة واشنطن المؤتمر الا ان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي سئل خلال اليومين الماضيين عن الموضوع، تجنب الخوض كثيراً في الاعترافات المتوقعة بدولة فلسطين، قائلاً: فليفعلوا ما يشاؤون، في مؤشر الى انه لن يضغط من اجل وقف هذا المسار، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.
اما رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى فأشار في المؤتمر الى إنه يتعيّن على حركة حماس إلقاء السلاح والتخلي عن سيطرتها على غزة للسلطة الفلسطينية لاستعادة الأمن في القطاع الذي دمّرته الحرب. وأوضح مصطفى خلال مؤتمر في الأمم المتحدة حول إحياء مسار حلّ الدولتين لتسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، بأنه “يجب أن تنسحب إسرائيل بالكامل من قطاع غزة، ويجب على حماس التخلي عن سيطرتها على القطاع وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية”… وأكد مصطفى جاهزية فلسطين “لدعوة قوة إسناد عربية ودولية مؤقتة لدعم الاستقرار بقرار من مجلس الأمن لتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني ولضمان وقف إطلاق النار ودعم جهود الحكومة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، وليس كبديل عنها في إطار يسهم في تجسيد الدولة المستقلة استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية وتنفيذ حلّ الدولتين”.
ثمة اذا، تتابع المصادر، تقاطع سعودي – عربي – فرنسي – أوروبي وفلسطيني ايضا على خريطة طريق لحل شامل ومستدام وعادل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، واللافت ان لا ممانعة أميركية وازنة لهذه الخريطة التي ستقود الى سلام في المنطقة، يتوق اليه بقوة الرئيس ترامب. السلطة الفلسطينية المعتدلة جاهزة لتسوية عادلة. عليه، المطلوب اعتدال من الجانب الإسرائيلي للوصول الى الهدوء والاستقرار. فهل ستفعل الولايات المتحدة ما يجب فعله في إسرائيل، مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أو مع سواه من اجل تسهيل التسوية؟ أم ستبقى واشنطن داعمة للتشدد الإسرائيلي الذي لن يؤدي الا الى مزيد من المعارك والمواجهات؟