
شهدت سواحل شبه جزيرة كامشاتكا في أقصى شرق روسيا، زلزالاً عنيفًا بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، مسجّلاً واحدًا من أقوى الزلازل في التاريخ الحديث.
الزلزال، الذي وقع في عمق 21 كيلومترًا تحت قاع المحيط الهادئ، تسبّب بتولّد موجات تسونامي امتدت باتجاه سواحل المحيط، ما أثار مخاوف في عدد من الدول المطلة عليه، وفيما أُطلقت تحذيرات من التسونامي في مناطق عدة حول المحيط الهادئ، ترددت تساؤلات في لبنان بشأن ما إذا كان للحدث أي تأثيرات محتملة على المنطقة أو سواحل شرق المتوسط.
في هذا الإطار، أكّد الدكتور طوني نمر، أستاذ وباحث في علم الجيولوجيا، أن “الزلزال وقع على عمق 21 كيلومترًا في المحيط الهادئ، موضحًا أن “لا تأثير لهذا الحدث على منطقتنا، نظرًا لبُعد المسافة التي تُقدَّر بحوالي 9 آلاف كيلومتر”.
وأضاف: “لا يوجد ما يدعو للقلق في الوقت الراهن، إذ إن البُعد الكبير للموقع عن مناطقنا يجعل من تأثير الزلزال علينا أمراً غير وارد”.
وأشار الدكتور نمر إلى أن “الزلزال ناجم عن انزلاق صفيحة المحيط الهادئ تحت الصفيحة الأميركية الشمالية، وهو ما يُعرف بعمليات الانغماس التكتوني”.
ولفت إلى أن “قوة الزلزال وضحالة عمقه تسببا في انكسار قاع المحيط وتحريك كتل مائية ضخمة، ما أدى إلى تولّد موجات تسونامي، بدأت في التمدد عبر المحيط الهادئ نحو السواحل المحيطة، بحسب النماذج الصادرة عن وكالة الأرصاد الجوية وعلم المناخ والجيوفيزياء في إندونيسيا”.
ورغم استبعاد وصول آثار التسونامي إلى البحر المتوسط، دعا نمر إلى توخّي الحذر، قائلاً: “من الضروري اتخاذ احتياطات السلامة العامة عند الشعور بأي هزة أرضية، وذلك من خلال الابتعاد الفوري عن الشاطئ واللجوء إلى مناطق مرتفعة، إلى حين صدور بيانات دقيقة ومؤكدة عن طبيعة الحدث الزلزالي”.