سلايدات

سرديّة السّيادة والإصلاح دون فاعليّة.. إنتحار!

كتبت يولا الهاشم في المركزية:

أكد مرشح الرئيس الأميركي لتولي منصب سفير الولايات المتحدة في لبنان ميشال عيسى، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، ان “نزع سلاح حزب الله ليس خياراً بل ضرورة، لأن الحزب وراعيه الإيراني يمنعان أي نهوض اقتصادي، ويقوّضان سيادة الدولة”. من جهته، وبعد تسلّمه الرد اللبناني على الورقة الاميركية من رئيس الجمهورية جوزاف عون أكد الموفد الاميركي توم برّاك ضرورة أنّ تحتكر الدولة وحدها السلاح وانه يجب على الحكومة وحزب الله أن يلتزما بالكامل ويتخذا خطوات عملية الآن. وكما يبدو فإن مسار خروج لبنان من أزماته مرتبط بالإصلاح وحصرية السلاح بيد الدولة، فهل يستجيب لبنان أم يضيّع الفرصة؟

في هذا السّياق الحافل بالترقّب من ناحية، وبالارتباك من ناحية أخرى، يقول الدكتور زياد الصّائغ المدير التّنفيذيّ لملتقى التأثير المدني لـ”المركزية”: “من غير المفهوم حتّى السّاعة، قدرة الحكم على الاسترسال في سرديّة السّيادة والإصلاح، فيما الخطوات العملانيّة بطيئة، تحترف تدوير الزوايا حينًا وتعتمد النّهج السّابق أحيانًا، لكأنّ المنظومة التي اعتقد الشّعب اللّبنانيّ، أنّ بداية تفكّكها استُهلّت، عادت إلى الاستئساد في ترسيخ مواقع نفوذها، وفي هذا خطر تدميريّ أكثر منه خيبة وجدانيّة”. وإذ يعتبر الصّائغ أنّ “من المؤسف ربط كلّ خطوة عملانيّة بكلمة سرّ أو ضغط من أصدقاء لبنان في المجتمع الدّوليّ والعالم العربيّ”، يضيف: “يبدو أنّ قصورًا ما يتحكّم بقراءة الحكم للتّحوّلات الجيو- سياسيّة، إلى ثبات في خوف على زعزعة الاستقرار الدّاخليّ من ناحية أخرى.  وفي الحالتين يرتكب الحكم خطأين بنيويّين في تقدير فداحة إمكانيّة خسارة الفرصة السّياديّة الإصلاحيّة النّادرة المتوفرة للبنان، والتي يبدو أنّ استنزافها بالتّذاكي والتأقلم جارٍ على قدم وساق”.

أمّا عن إمكانيّة الخروج من عنق الزّجاجة فيشير الصّائغ إلى أنّ “إعادة الحكم الاعتبار للمسلك الدّستوريّ هو فيصل الخلاص. ففي مسألة السّلاح غير الشّرعيّ، كلّ السّلاح غير الشّرعيّ، أين المجلس الأعلى للدّفاع؟ وأين مجلس الوزراء؟ وفي مسألة الإصلاح أين منهجيّة الفعل التأطيريّ والتراكميّ، ولِم بشائر المحاصصة هنا وثمّة ما زالت تغرّد بالصّوت العالي؟” ليستطرد بحزمٍ: “الفرصة تاريخيّة ونادرة، ولو اتّهمنا البعض بسذاجة في توصيف الفرصة، وكأنّ المأزق يكمن في التّوصيف أكثر منه في الستاتيكو التّراجعيّ الانتحاريّ الذي نعيشه، ولا تنفع فيه بروباغندا التّخويف أو التّجميل الترقيعيّ على  حدّ سواء”.

وفي ما يُعنى بهذا الثّبات في دعوة الحكم إلى العودة للمسلك الدّستوريّ ،يؤشّر الصّائغ إلى “تقصير فاضح في استهلال مسار تطبيق الإصلاحات البنيويّة التي وردت في اتّفاق الطّائف، فهل ثمّة  حلف موضوعيّ صامت بين حقدٍ على الطّائف من ناحية، وشهيّة لتعديله من ناحية أخرى؟ ليختم: “الإستعراض السّياديّ الإصلاحيّ غير ذي فائدة ومكشوف. التريّث قاتل. على الحكم الاقتناع أنّ زمن اللّادولة انتهى، وأنّ السّلم الأهليّ تحميه الشّرعيّة الزّاجرة لا قنوات علاقات خاصّة.المؤسّسات الدّستوريّة هي مربّع التّغيير والانتخابات النيابيّة عام 2026 مفصليّة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى