
أحيا سفير صاحب الجلالة في لبنان، سعادة السيد امحمد كرين، الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه المنعمين، بحفل رسمي في بيروت حضره معالي وزير المالية اللبناني ياسين جابر ممثلاً عن فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، ودولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ودولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، إلى جانب عدد من أصحاب المعالي والسعادة والسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية.
وأكد السفير كرين، في كلمته خلال الحفل، أن عيد العرش المجيد يُجسد عمق التلاحم بين العرش والشعب المغربي، ويُعبر عن استمرار مسيرة التنمية الشاملة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله بثبات في مختلف المجالات. كما أشار إلى أن الاحتفال يأتي هذا العام في سياق تعزيز تموقع المغرب الاستراتيجي وتقدمه في مجالات الصناعة والطاقة المتجددة وتحديث البنية التحتية، منوّهًا بانضمام المملكة إلى التحالف الصناعي التكاملي، واعتمادها خطة استراتيجية جاذبة للاستثمارات ساهمت في خلق آلاف فرص العمل.
واستعرض السفير المشاريع الكبرى التي أطلقها المغرب، من بينها توسيع شبكة القطارات الفائقة السرعة، وتطوير الموانئ والمطارات، وربط المدن المغربية ببعضها وبالأسواق الإفريقية جنوب الصحراء، بالإضافة إلى المبادرات الملكية لتعزيز الحضور الأطلسي للمغرب وموقعه كفاعل تنموي في القارة الإفريقية.
وفي ما يخص قضية الصحراء المغربية، شدد السفير على أنها تظل أولوية وطنية، مبرزًا أن المغرب ماضٍ في دفاعه عن وحدته الترابية من خلال مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، التي تحظى بدعم متزايد دوليًا وتُعد حلاً جديًا وواقعيًا.
وأكد كذلك التزام المغرب الثابت والدائم بدعم القضية الفلسطينية، مشددًا على الدور المحوري لجلالة الملك بصفته رئيس لجنة القدس، وعلى ضرورة الوقف الفوري للعدوان على غزة، ورفع الحصار، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وعن الوضع في لبنان، أشاد السفير كرين بانتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية وتشكيل حكومة “الإصلاح والإنقاذ” برئاسة القاضي نواف سلام، معتبرًا ذلك خطوة مفصلية نحو تعزيز الاستقرار والوئام الوطني. كما جدد التأكيد على تضامن المغرب الدائم مع لبنان، وحرصه على تطوير العلاقات الثنائية التي وصفها بـ”التاريخية والمتينة”، مشيرًا إلى أنها ستُكمل العام المقبل سبعين عامًا من التعاون الأخوي المتبادل.
واختتم السفير كلمته بتجديد التحية للصداقة المغربية-اللبنانية، متمنيًا للشعبين الشقيقين مزيدًا من التقدم والازدهار في ظل الأمن والسلام