
كتب محمد سلام في كلام سلام:
الحزب الأصفر “يزعجه” إقرار حكومة الرئيس نواف سلام حصر السلاح وإقرار أهداف ورقة توم برّاك، لكن ما “يقلق” الشيخ نعيم قاسم وحزبه هو أن تنفيذ ما قررته الحكومة مرتبط بأجندة زمنية تحدد المدة التي يستغرقها إتمام كل حقبة، وما يحمل -من وجهة نظرهم- تهديداً بأن تضطر الحكومة إلى إصدار بيان يعلن عن تعذّر التنفيذ.
ومن المرجّح في هذه الحالة أن تتعرض الحكومة اللبنانية إلى المساءلة من قبل الدول الضامنة لمسيرة إنقاذها وإصلاحها عن سبب التعثر، وهل يمكن تجاوزه أو، أو، أو.
ومن المرجح أيضاً أن تحاول الحكومة تلطيف مفاعيل التعثّر على الطريقة اللبنانية، ما يستفز إحدى الدول الضامنة ويدفعها إلى التهديد بالسعي إلى وضع لبنان تحت البند السابع من شرعة الأمم المتحدة ، حتى من دون أن تطلب الحكومة اللبنانية ذلك وفق قاعدة أنه لا يحق للمخالف أن يطلب العون الذي يبقى من حق المتضرر من مفاعيل المخالفة.
علماً بأنه يحق لأي من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، روسيا، الصين) طلب وضع دولة تحت مفاعيل الفصل السابع بإعتبار أنها “بقعة مضطربة” يمكن أن ينتشر أذاها إلى غيرها، ما يستدعي إنتداب قوة عسكرية نظامية للإمساك بمقاليد هذه البقعة وإلغاء دستورها وبقية قوانينها وإعادة تكوينها بعد إنقاذها من بلائها ثم إعادة ضمّها إلى المجتمع الدولي بعد أن تكون قد أشرفت على إعداد شعبها لدستورها الجديد الذي يحدد نظامها السياسي.
بإختصار، هذا ما خبِره لبنان في حقبة الإنتداب والذي شهد تنافساً، كي لا أقول صراعاً، بين بريطانيا وفرنسا على حكمه إلى أن صار مع شقيقته سوريا تحت إشراف المندوب السامي الفرنسي الجنرال غورو.
الغالبية اللبنانية العظمى، المتضررة من سطوة الحزب الإيراني على السلطة وسيطرة سلاحه على الوضع الداخلي وتحكّمة بمسار الإنتخابات والتعيينات وتغطية الفساد والتهريب وتبييض الأموال، سترحّب حتماً بالفصل السابع الذي سينقذ البلد من خيار الفدرلة أو التقسيم للتخلص من عبء الإحتلالين الإيراني والإسرائيلي.
وظهر قلق الحزب الأصفر مساء الخميس بعدما سجّلت حكومة نواف سلام إنتصارها الثاني، إثر إنسحاب الوزراء الشيعة من الجلسة، بإطلاق جمهورها على متن سلسلة من الدراجات النارية في شوارع بيروت وضاحيتها الجنوبية كما في أقضية النبطية وصور جنوباُ والبقاع والهرمل شرقا رافعين أعلام حزبهم وصور أمينهم العام الراحل حسن نصر الله رفضاً لقرار مجلس الوزراء نزع سلاح ما يسمونه مقاومة، ورددوا هتافات ضد الحكومة وأميركا وإسرائيل.
دول اللجنة الخماسية المعنية بالوضع اللبناني (أميركا-فرنسا-السعودية-قطر-مصر) تابعت بدقة مسار تظاهرة الدراجات النارية في بيروت تحديدا، وسجلت هتافات المشاركين فيها، والتقطت صوراً تظهر الهوية السياسية للدراجين.
وقال دبلوماسي من إحدى دول اللجنة إن خارطة السير التي إتبعتها مسيرة دراجات حزب الله مساء الخميس في بيروت “وجّهت رسالة تذكّر بأن بيروت محتلة ومحاصرة” منذ إجتاحتها قوات حسن نصر الله في 7 أيار العام 2008 تلبية لندائه الشهير “السلاح دفاعاً عن السلاح”
كان السيد نصر الله قد وصف إجتياح بيروت بأنه “يوم مجيد” أما الشيخ نعيم قاسم فإعتبره “جراحة بالمنظار”.
فهل ما زال “منظار” الشيخ نعيم صالحاً للجراحه بعدما تجاوزه العلم “بجراحة عن بعد” إغتال بموجبها في 3 كانون الثاني العام 2020 قائد فيلق القدس قاسم سليماني في مطار بغداد فيما كانت “الجرّاحة” الذي قادت المسيّرة موجودة في قاعدتها الصحراوية المكيّفة بأميركا؟؟؟؟