
كتبت لارا يزبك في المركزية:
بدأت تباعا تتظهر العناوين العريضة التي سيخوض على أساسها التيار الوطني الحر، معركة الانتخابات النيابية عام ٢٠٢٦. العنوان الاول، هو انه زعيم المعارضة “الكل دخل الى الحكومة ورضي بتحجيمه او بأن يتم اختيار الوزراء والوزارات بالنيابة عنه، مقابل دخول السلطة، الا التيار، ولم نر بعد اي انجازات لهذه الحكومة الا في التحاصص في التعيينات”. هذا ما قاله رئيس التيار النائب جبران باسيل في اطلالته التلفزيونية الخميس الماضي.
الى ذلك، عبّر باسيل عن قلقه من احتمال عودة ما سمّاه بـ”السين – سين”، في إشارة إلى تقارب سعودي – سوري، معتبراً أن ذلك قد يفتح الباب أمام “مرحلة تلزيم جديدة للبنان إلى سوريا”. وأشار إلى أنه نقل هذا الهواجس مباشرة إلى الموفد السعودي، يزيد بن فرحان، خلال لقائهما الأخير، مؤكداً أنه طالب بأن لا تمر العلاقة مع لبنان عبر دمشق. وحذر باسيل من تداعيات الوضع في سوريا على الداخل اللبناني، قائلاً “أنا خائف على كل اللبنانيين مما يحصل هناك، وليس فقط على المسيحيين”، لافتاً إلى الأجواء المتوترة في لبنان بعد أحداث السويداء الأخيرة. كما استعاد ما جرى عام 2014 عندما “احتلت داعش جزءاً من الأراضي اللبنانية وقتلت عناصر من الجيش”، معبّراً عن خشيته من تكرار هذا السيناريو.
العنوان الثاني اذا، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ”المركزية” هو التصوير بأن سوريا عائدة الى استتباع لبنان والتهويل بخطر التطرف الداعشي الذي يواجهه التيار بينما تستخف به القوات اللبنانية. هذا ما يحاول باسيل اقناع الرأي العام المسيحي به، لشده نحوه، علما ان بن فرحان شخصيا، وفق باسيل، اكد له ان لا وجود لسيناريو تسليم لبنان لسوريا، فيما الجيش اللبناني والاجهزة بالمرصاد لاي خطر قد يأتي من سوريا والمؤسسة العسكرية أثبتت انها قادرة على صد هذا التهديد في حال وجوده، فلما التخويف منه؟
ايضا، شدد باسيل على ضرورة طمأنة “حزب الله” بأن كل اللبنانيين في موقع دعم له، وسحب كل الذرائع ليوافق على تسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني. وذكّر بأن الاتفاق بين الحزب والتيار جاء عقب انتهاء التحالف الرباعي.
الركيزة الثالثة لاستراتيجية التيار الانتخابية هي اذا، تتابع المصادر، عدم كسر الجرة مع الحزب اذ قد يحتاجه الفريق البرتقالي انتخابيا. ومَن يدري، قد تتبدل الاوضاع الإقليمية ويعود الحزب قويا ومرتاحا في الداخل، وعندها قد يغض باسيل النظر مجددا عن كل مطلب تسليم السلاح للدولة.
على لعب دور المعارض اليتيم بعد سنوات من التفرد بالحكم وشد العصب المسيحي وصولا الى التهدئة مع الحزب، تقوم خطة التيار الانتخابية، فهل ستمر على الناخبين الذين لم ينسوا بعد عهد تغطية السلاح غير الشرعي والانهيار المالي وانفجار المرفأ؟