
لفت رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في حديثه لقناة “العربية” امس، الى ان “سلاح حزب الله شأن داخلي لبناني، واتفاق الطائف واضح بملف حصر السلاح، ولا احد في لبنان لديه مشكلة مع حصر السلاح”، موضحا بان “الورقة الأميركية هي خارطة طريق لاتفاق وقف اطلاق النار في العام 2024، وتمت اضافات عليها ومنها ألا تصبح هذه الورقة نافذة قبل موافقة الاطراف الثلاثة، سوريا ولبنان واسرائيل، عليها، وهي ستنفذ بطريقة خطوة بخطوة”، مشيرا الى ان “الورقة تضمنت الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الاسرى وإنعاش اقتصادنا، واعادة الاعمار وترسيم الحدود مع سوريا”.
طلبَ لبنان الرسمي اذا، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، موافقة إسرائيل وسوريا على الورقة اللبنانية، قبل ان يبدأ هو بتنفيذها. وطلب ايضا، بحسب ما يفهم من مواقف عون، خطوات إسرائيلية مقابل اقرار الحكومة هذه الورقة، كي تشرع بيروت في تنفيذ مضامينها. وقد عاد عون وكرر اليوم أمام الموفد الاميركي توم برّاك ونائب المبعوث الاميركي للشرق الأوسط مورغان اورتاغوس، خلال استقبالهما في قصر بعبدا ان “المطلوب الان هو التزام الأطراف الأخرى بمضمون ورقة الإعلان المشتركة ومزيد من دعم الجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة دوليا لإطلاق ورشة اعادة الإعمار في المناطق التي استهدفتها الإعتداءات الاسرائيلية”.
بدوره، هنأ برّاك بعد اللقاء “الرئيس وفريقه على الخطوات التي جرى اتخاذها في لبنان وما حصل في مجلس الوزراء” مضيفا “في الأسابيع المقبلة سنرى تقدماً من حيث الحياة الأفضل للشعب اللبنانيّ ولا توجد تهديدات والجميع متعاون وما حاولنا القيام به هو الإرشاد لخلق شبكة تواصل مستقرّة بين “حزب الله” والشيعة وإسرائيل”. وتابع: بعد خطوة لبنان هناك خطوة منتظرة من اسرائيل وعلى الجميع ان يتعاون بعيداً عن العدائية والمواجهة.
ويدل ما قاله برّاك، تضيف المصادر، على ان الامور تسير وفق ما خطط لها لبنان الرسمي. فبإقراره الورقة في الحكومة، رمى الكرة في ملعب إسرائيل، واليوم سيتعين على الاخيرة تقديم خطوات “ايجابية” ما، كي ينتقل لبنان الى التطبيق. وهذه الوضعية تدل ايضا على ان لبنان الرسمي نجح في الحصول على ما يريد وفرض تصوّره للحل، على واشنطن وعلى تل ابيب. وها هي الولايات المتحدة، كما أشر اليه تصريح برّاك، تستعد للضغط على إسرائيل، لتطلب منها فعل ما يجب فعله، كي تبدأ عملية حصر السلاح.
لبنان الرسمي اذا لم يفرّط بالسيادة ولم يرضخ ولم يستسلم كما اتهمه حزب الله. فهل كان غضبه وتخوينه للحكومة في مكانه؟ هل سيقلع او يعتذر عنهما؟ ام ان الحزب هدفه فقط عدم المس بسلاحه ولو انسحب الإسرائيلي وتحررت الارض؟!




