
أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد، إقرار الخطة التي تتناول المرحلة التالية للحرب في قطاع غزة، مؤكداً التركيز على مدينة غزة بهدف “القضاء” على حركة حماس. ونقل بيان عسكري عن رئيس الأركان إيال زامير قوله “نُقر اليوم الخطة للمرحلة التالية في الحرب … سنحافظ على الزخم الذي تحقق في (عربات جدعون) مع تركيز الجهد في مدينة غزة. سنواصل الهجوم حتى القضاء على حماس، والمختطفون أمام أعيننا” في إشارة إلى أن تحرير الأسرى الذين لا يزالون محتجزين في غزة هو الأولوية. وأكد رئيس الأركان مواصلة “تغيير الواقع الأمني” كما حصل في كل من إيران واليمن ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.
وكان المجلس الوزاري الأمني في إسرائيل وافق الأسبوع الماضي على خطط للسيطرة على مدينة غزة ومخيمات للاجئين في ظل حرب مدمرة وحصار مستمرين منذ 22 شهراً.
هذا القرار مرفوض في الداخل الإسرائيلي. امس، خرج متظاهرون إلى الشوارع في كل أنحاء إسرائيل، مطالبين بإنهاء الحرب، وإبرام اتفاق لإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. كما انه مرفوض اوروبيا حيث تحذر اكثر من دولة من تداعيات هذه الخطوة العسكرية التي من شأنها صب الزيت على نار الازمة.
عربيا ايضا، تنديد كبير بما تعد له إسرائيل. في الساعات الماضية، جددت القاهرة “رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية”، مؤكدة في بيان صدر عن وزارة الخارجية المصرية أن هذا الطرح “يمثل سياسة إسرائيلية مرفوضة تستهدف إفراغ الأرض الفلسطينية من أصحابها واحتلالها وتصفيتها”. وقال البيان إن مصر تابعت “بقلق بالغ” ما تردد مؤخراً حول وجود مشاورات إسرائيلية مع بعض الدول بشأن قبول تهجير الفلسطينيين من غزة إلى أراضيها، مشدداً على أن القاهرة تعتبر هذه الخطط “جريمة تاريخية” تندرج تحت جرائم الحرب والتطهير العرقي.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” فان هذه العوامل كلها تضغط على حكومة بنيامين نتنياهو. صحيح انه يدير لها الاذن الصمّاء غير ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يتمكن من تجاهلها. فالرجل الذي يعمل اليوم لاسكات المدافع في اوروبا، يستعجل الامر ذاته في الشرق الاوسط. وسواء نجحت مساعيه مع روسيا وأوكرانيا لم تنجح في الأيام القليلة المقبلة، فانه سيعود بعدها ليتفرغ لازمة غزة ويضغط بقوة لانهائها. واذا اراد حلا مستداما ثابتا في الشرق الأوسط، فانه سيتعين عليه ارضاء الفلسطينيين والعرب والخليجيين، اي الذهاب نحو حل الدولتين ولجم نتنياهو ومخططاته. اذ ان اي حل لا يراعي الفلسطينيين ويكون منحازا لتل ابيب سيُفشل المسار الإبراهيمي في المنطقة وسيُبقي ازماتها نارا تحت الرماد ويُسكتها لفترة، لا اكثر ولا اقل، تختم المصادر