سلايدات

تزامن “مُتعمد”.. أكراد سوريا يلوحون بالانفصال بعد الهجري

كتب مصطفى محمد في المدن:

أثار تلويح القيادي البارز في حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي صالح مسلم، بخيار الانفصال عن سوريا في حال رفضت الحكومة السورية القبول بنظام الحكم اللامركزي، تساؤلات لجهة توقيته المتزامن مع تجديد شيخ عقل الدروز في السويداء حكمت الهجري، الدعوة إلى انفصال المحافظة عن سوريا، ما عزز التوقعات بوجود تنسيق كبير بين الجانبين.
فبعد ساعات، من تكرار حكمت الهجري دعوته إلى تأسيس دولة للدروز جنوب سوريا، قال مسلم إن الأكراد لن يقبلوا بالعودة إلى نظام مركزي بالكامل في سوريا، مضيفاً: “إذا رفضت الحكومة السورية القبول باللامركزية، فسوف نطالب بالاستقلال”.
وهذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها مسؤول من حزب “الاتحاد الديمقراطي” على ذكر كلمة الانفصال، حيث دأب كل المسؤولين الأكراد منذ تسلمهم إدارة مناطق شمال شرق سوريا على رفض التهم التي كانت تُساق لهم بالتأسيس للانفصال عن سوريا.

 

دعوات متزامنة
واللافت، أن هذه الدعوات المتزامنة بشكل “مُتعمد” تأتي رغم غياب كل المؤشرات على وجود رغبة دولية بتقسيم سوريا، لتوحي بأن التنسيق بين الأقليات السورية وصل إلى مستويات أكبر من أي وقت مضى، خصوصاً بعد مشاركة حكمت الهجري في مؤتمر “وحدة موقف المكونات” الذي نظمته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الحسكة الشهر الماضي.
ويقول الباحث في مركز “جسور للدراسات” وائل علوان، إن التنسيق بين الهجري و”قسد” بات معلناً، وانعكس ذلك في تلكؤ “قسد” بتطبيق التفاهم الذي جرى التوصل إليه في دمشق بين الرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في 10 آذار/مارس الماضي، بعد أحداث السويداء.
ويضيف لـ”المدن”، أن تلميح “قسد” بالانفصال الذي يتماهى مع رغبة حكمت الهجري، يؤكد أن الأرضية ليست مُعبدة بعد أمام التوصل إلى تفاهمات شاملة ونهائية مع دمشق، ما يُفسح المجال أكثر للتنسيق بين الأقليات السورية.
وكل ما سبق، يعني بحسب علوان، أن سوريا باتت بحاجة إلى ضغط وتركيز دولي، لإيجاد صيغة توافقية بين كل الأطراف السورية.

تصعيد بمواجهة توجه دمشق لإجراء الانتخابات
وازدادت في الأيام الأخيرة الاتهامات المتبادلة بين دمشق و”قسد” بالمسؤولية عن تأجيل الانتخابات البرلمانية في محافظات الحسكة والرقة والسويداء، وجاء الحديث عن الانفصال ليرفع منسوب التوتر.
وأبلغت مصادر من الحسكة “المدن” أن “قسد” اختارت التصعيد بمواجهة إصرار الحكومة السورية على إجراء الانتخابات قبل التوصل إلى تسوية، ولذلك هي اختارت مجاراة السويداء في مستوى التصعيد.
لكن، ما يجعل “قسد” حذرة في التلويح بخيار الانفصال، وفق المصادر ذاتها، هو عدم وجود دعم أميركي لهذا الخيار.

 

ابتزاز دمشق
ويصف عضو الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية التي شكلتها الرئاسة السورية قبل يومين، المحامي رديف مصطفى، تصريحات مسلم  بـ”الغريبة”، موضحاً أن “قسد كانت تهاجم كل طرف يتحدث عن مشروعها الانفصالي”.

بذلك، يرى أن ما تغير هو زيادة مستوى التنسيق مع حكمت الهجري، ويقول لـ”المدن”: “لم يعد خاف أن قسد تنسق مع الهجري سياسياً وعسكرياً، لتشكيل حلف أقليات تستثمره قسد ورقة للضغط السياسي لابتزاز دمشق في موضوع شكل الحكم”.
وفي هذا الصدد، يؤكد مصطفى أن شكل الحكم لا يحدده إلا الدستور الدائم، ويقول: “لا يحق لجهة أن تفرض شكل الحكم على السوريين بقوة السلاح، خصوصاً أن قسد تريد من خلال فرض اللامركزية الحفاظ على مكتسباتها والسلاح”.
والغريب من وجهة نظره، أن كل التصريحات التي تصدر عن “قسد” أخيراً “لا تبدو إيجابية، رغم توقيع اتفاق آذار/مارس”، ويقول: “هذا يعطي دلالة على أن قسد هي من تقود الأقليات السورية، وأو الشخصيات التي تصادر قرار الأقليات، بتوجيهات خفية من جهات خارجية، إسرائيلية غالباً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى