
أفرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الجزء الاكبر من كلمته في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية في معراب الاحد، لطمأنة الطائفة الشيعية. فتوجه لأبنائها قائلاً “أنتم مكوّن أساسي من المكوّنات اللبنانية في هذا الوطن الذي أكّد عليه الإمام موسى الصدر وطناً نهائياً والتزمتم به كذلك في الدستور المنبثق عن اتفاق الطائف. لا تصدقوا أن السلاح يحميكم ويحصّل حقوقكم وشرفكم، ولكم في الحرب الأخيرة دليل ساطع وواقع لا مجال لإنكاره. لم يأت الشيعة إلى لبنان مع حزب الله ومن المؤكد أنهم لن يذهبوا معه، فطالما هناك لبنان هناك شيعة في لبنان إن كان بوجود هذا الحزب أو من دونه، وإذا كان حزب الله يتهرّب من تسليم السلاح على اعتبار أنه استسلام، فهو يتهرب من الاستسلام إلى الانتحار. آن الأوان للشيعة أن يفكوا أسرهم بأيديهم”. واعتبر أن “سلاح حزب الله لا يحمي الشيعة إنما يحتمي بهم ويتخذ منهم متراساً”.
اراد رئيس الحزب الذي يُصوَّر من قِبل حزب الله على انه “عدو” الشيعة في لبنان والتهديد الاكبر لهم لانه “يمثل امتدادا للمشروع الأميركي- الإسرائيلي”، ان يخاطب اهل هذه الطائفة بالمباشر. فحملت مواقفُه الموجهة اليهم، اقراراً واعترافاً (ليس الاول من جعجع)، بلبنانيتهم الاصيلة والاصلية واحتراما وتقديرا لتاريخهم ولدورهم في تأسيس الكيان، فأثبت جعجع، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ”المركزية”، ان خلافه هو مع حزب الله الذي سلخ الشيعة عن لبنان وأخذهم الى ايران، وليس ابدا مع الشيعة كطائفة.
ايضا، مد رئيس القوات اليد للشيعة ودحض روايات تحضير اي فريق في الداخل، للانتقام منهم او التفرد بهم، بعد تسليم الحزب السلاح، وهي التهمة التي يلصقها الحزب بمعارضيه وعلى رأسهم القوات، لإخافة بيئته ودفعها الى البقاء متمسكة بالسلاح و”إلا سيتم ذبحها”. فجاء خطاب جعجع مختلفا ١٨٠ درجة عما يسوّقه الحزب، وأتى أخويا وطنيا، يدعو الشيعة الى الانضمام الى مسيرة بناء الدولة والاحتماء في كنفها لانها الحاضن والمدافع عن الجميع.
جعجع توجه الى عقول وقلوب الشيعة، تقول المصادر، بينما الحزب يخاطب غريزتهم. قد ينجح “الحكيم” في تحقيق خرق لديهم او لا ينجح، لكن الاكيد ان لا غبار على وطنية كلمته، واهم دليل على ذلك صمت الحزب واعلامه عن التصويب على هذا الشق من خطابه. وحده المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان قرر الرد، مستخدما عبارات التخوين التي اعتاد عليها في الرد على كل الوطنيين، في موقف “مش حرزانة نعلّق عليه”، تختم المصادر.