سلايدات

بعد ضربة اسرائيل للدوحة… هل ينجو التطبيع من الانزلاق؟

كتبت ماريا رحال في موقع Mtv:

لم تقتصر الضربة الإسرائيلية على قادة حماس في قطر على رسائلها الميدانية، بل أثارت تساؤلات حول مستقبل التحالفات مع واشنطن ومسار التطبيع العربي مع إسرائيل. فهل تدفع هذه التطورات بعض العواصم إلى إعادة حساباتها قبل المضي في خطوات دبلوماسية جديدة؟

في هذا السياق، رأى رئيس قسم الدراسات الدولية والسياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور عماد سلامة، في تصريح خاص لـmtv، أنّ “الهجوم شكّل انتكاسة كبيرة لمسار “اتفاقيات إبراهام” وتوسيع التطبيع”، لكنه “ليس ضربة قاضية”، مشيرًا إلى أنّ التطبيع سيتأثر سياسيًا وإعلاميًا في المدى القريب، من دون أن ينهار بالكامل.
وأوضح سلامة أنّ “قطار التطبيع تباطأ ولم يتوقف”، إذ ستعيد عواصم عربية كثيرة تموضعها لفترة، لكن قنوات التعاون التي فُتحت منذ 2020 لم تُغلق. واعتبر أنّ “قطر باتت أكثر انكشافًا كطرفٍ منحاز لحماس لا كوسيط محايد، ما يفرض عليها تحديد اصطفافها بدقة أكبر، فيما تسعى إسرائيل إلى رفع كلفة تموضع الدوحة مع محور حماس وتركيا سياسيًا واقتصاديًا.

وعن صورة إسرائيل في المنطقة، أكد سلامة أنّها “تضررت بشكل ملموس” نتيجة الإدانات الدولية والخليجية، ما يستدعي تغييرات سياسية جذرية إذا أرادت استعادة زخم التطبيع واسترجاع الثقة كشريك مستقر. وأشار إلى أنّ الرسائل الإسرائيلية من خلال الاستهداف في قطر تمثلت في “تجريد الدوحة من صفة الوسيط المحايد، وتحذيرها من أن دعم حماس ستكون كلفته باهظة، والضغط عليها للابتعاد عن حماس والاقتراب من منظومة التطبيع الأمني”.
أما بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة، فلفت سلامة إلى أنّ “المشهد الأميركي منقسم”، فالمؤسسات الرسمية أدانت العملية واعتبرتها مضرة بالوساطة، في حين أن تيارات أخرى في واشنطن كانت أصلًا تنتقد دور قطر. لذلك، راهنت إسرائيل على تفهّم جزء من المؤسسة الأميركية لرسالتها تجاه الدوحة رغم الكلفة مع الحليف.

وفي ما يتعلّق بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، شدّد سلامة على أنّ الوساطة “تتعقّد على المدى القصير”، إذ أعقب الهجوم تجميدٌ أو إبطاء للمسارات التفاوضية وتهديدٌ بتقويض الدور القطري، مع احتمال انتقال ثِقل الوساطة نسبيًا نحو مصر وجهات أخرى، الأمر الذي يزيد من احتمالات التصعيد الميداني ويدفع الأطراف إلى البحث عن صيغة جديدة للهدنة.

وبينما يترقّب الإقليم مسار التطورات المقبلة، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل تنجح إسرائيل في فرض معادلة جديدة تغيّر موازين التطبيع والوساطات، أم أنّ ارتدادات ضربة الدوحة ستتحوّل إلى عبء ثقيل يطاردها سياسيًا وإقليميًا في المرحلة المقبلة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى