
جاء في جريدة الانباء الالكترونية:
في الشأن الداخلي وما يخطّط للمنطقة من مشاريع مشبوهة تحت عناوين تسووية، نصحت مصادر مطّلعة عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية، قيادة “حزب الله” بضرورة التخلّي عن ازدواجية المعايير التي تصدر عنهم بين الحين والآخر، وعدم اللعب على وتر التناقضات في تعاطيهم مع أركان الحكم، باعتبار الثنائي، أمل وحزب الله، شريكاً أساسياً فيها، وضرورة الكفّ عن مغازلة رئيس الجمهورية جوزاف عون على حساب رئيس الحكومة نواف سلام، وذلك بعد تصوير الأخير وكأنّه متامرٌ على حزب الله، وذلك بالإشارة إلى ما قاله الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في خطابه أول من أمس أنّ الجيش تصرّف بحكمة في قضية صخرة الروشة. كما أنّ بعض قيادات الحزب تتّهم سلام وفريقه السياسي بتنفيذ أجندات خارجية والتي تأتي عملية سحب السلاح من ضمنها.
وذكّرت المصادر بما قاله النائب حسن فضل الله على خلفية استدعاء الصحافي علي برّو، المتّهم بإنارة صخرة الروشة بصورة الأمينين العامين حسن نصرالله وهاشم صفيّ الدّين بسبب قوله (بلّوه وشربوا ميّتو). ولفتت المصادر إلى أنّ كلّ ما يريده سلام هو محاسبة الخارجين عن القانون، وليس تحدّي حزب الله، لأنّه لن يسمح بفلتان الأمور كما كانت في الماضي، أو القفز فوق المشاكل التي تحصل وكان شيئاً لم يكن. فهذه غير واردة بقاموسه على الإطلاق كونه ينطلق من خلفية قانونية. فالعلاقة مع الدولة ليست وجهة نظر كما يراها البعض، يأخذ منها حزب الله ما يريد ثم يقوم برجمها.
فسلام يعتبر الجميع سواسية أمام القانون بما فيهم حزب الله. فما كان يصحّ قبل حرب “الإسناد” لا يصحّ بعده. وهناك أمور كثيرة تغيّرت، تقول المصادر، ولم يعد الحزب في مركز القوة التي تجعله يهيمن على مقدّرات الدولة كما كان يفعل في الماضي. فلبنان كله اليوم تحت المجهر الدولي، فإمّا أن تمسك الدولة بزمام الأمور، أو لا دولة.
وأشارت المصادر إلى أنّ المطلوب يتلخّص بتطبيق القرار 1701، وسحب السلاح غير الشرعي من جنوب الليطاني وشماله. وبناءً عليه جاء قرار مجلس الوزراء بحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، والإيعاز إلى الجيش لوضع آلية التنفيذ.
كما دعت المصادر حزب الله إلى الانخراط في مشروع الدولة اليوم قبل الغد، لأنّ سياسة التعطيل والهروب إلى الأمام لم تعد تجدي نفعاً، لأنّ الدول الراعية لاتّفاق وقف إطلاق النار لا يمكن أن تقبل ببقاء السلاح بيده، لأنّ إسرائيل التي أعطت لنفسها تفويضاً بتعقّب كوادر حزب الله أينما وجدوا، لا يمكن أن توافق على بقاء السلاح بعهدته، باعتبار ذلك بنداً أساسياً في اتّفاق وقف إطلاق النار، رغم عدم التزامها به، لأنّ الأقوى، وفق المصادر، هو من يضع الشروط وليس العكس. كما أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم يوقف تهديداته بنقل سيناريو غزّة إلى لبنان بذريعة عدم تسليم السلاح.